أدت الاحتجاجات المتواصلة منذ أسابيع ضد الطبقة السياسية والمطالبة بـ”اسقاط النظام” في العراق، الى وقف العمل في موانئ وحقول نفطية، استمراراً بالإضراب الذي يعم عدد من المحافظات ضد الحكومة. وفي محافظة البصرة جنوبي البلاد، أفاد مصدر صحفي أن المتظاهرين واصلوا قطع الطرق المؤدية الى مينائي خور الزبير وأم قصر، وحقول الرميلة النفطية، ما أدى الى توقف العمل فيها. وأكد مصدر رسمي في دائرة موانئ البصرة إن “مينائي أم قصر وخور الزبير توقفا بالكامل بسبب الاحتجاجات في البصرة، قبل أن يتم إعادة العمل بعد ساعات في خور الزبير بعد الاتفاق مع المتظاهرين”. وأفاد مصدر رسمي آخر عن “توقف الاستيراد والتصدير بسبب عدم تمكن الشاحنات من الدخول إلى مينائي خور الزبير وأم قصر”، وهما من الأبرز لتصدير المشتقات النفطية واستيرادها، إضافة الى سلع مختلفة. وليست المرة الأولى التي تؤدي فيها الاحتجاجات الى قطع الطرق المؤدية الى موانئ البصرة، حيث المنافذ البحرية الوحيدة للبلاد، ويؤدي القطع الى منع خروج ودخول الشاحنات والصهاريج من المينائين وإليهما. وفي وسط بغداد أضحت ساحة التحرير رمزا للتحركات والاحتجاجات، تجمع الآلاف الأربعاء غالبيتهم من تلامذة المدارس وطلاب الجامعات، وذلك غداة جلسة للبرلمان بحثت تعديلا وزاريا محتملا في حكومة عادل عبد المهدي، ومشروع قانون جديد للانتخابات، وعددا من الخطوات التي يصر المتظاهرون على أنها لا تلبي كامل مطالبهم. وقال المتظاهر يونس ( ٢٨ عاما ) في ساحة التحرير، إن “جلسة أمس كانت لخدمة مصالحهم الشخصية، ولا تخدم الشعب، مضيفاً أنه نريد تغيير الحكومة وحل الأحزاب السياسية”. في سياق متصل، أفاد مصدر في الشرطة أن المتظاهرين حاولوا خلال ساعات الليل وفي وقت مبكر صباح الأربعاء، عبور جسري السنك والأحرار، ما دفع قوات الأمن الى إطلاق قنابل مسيلة للدموع تجاههم، ماتسبببحالات اختناق بين المتظاهرين. وأدت الاحتجاجات الى قطع ثلاثة جسور رئيسية بين شطري بغداد، هي الجمهورية والأحرار والسنك. ويسعى المتظاهرون بشكل متكرر لفك الطوق المفروض من القوات الأمنية على هذه الجسور، والعبور من الرصافة الى الكرخ حيث تقع المنطقة الخضراء التي تضم غالبية المقار الحكومية والعديد من السفارات الأجنبية، وهو ما تقوم قوات الأمن بصده. |