تدرس الحكومة العراقية إجراءات جديدة لإنجاح خطة تطبيق حظر التجوال الليلي على بغداد ومحافظات جنوبية أخرى معها، فالقرار الذي مر عليه خمسة أيام فشلت قوات الأمن العراقية في تطبيقه، بعد تحدي المتظاهرين والعائلات القرار على حد سواء، وخروجهم بأعداد كبيرة للشوارع.
وقضى متظاهرو بغداد ليلتهم في ساحتي التحرير والطيران وقرب جسر الجمهورية وبمحيط وداخل مبنى المطعم التركي بأعداد تتضاعف بشكل مستمر عن كل ليلة سابقة، بالمقابل فإن الناصرية والعمارة والنجف وكربلاء والبصرة نصبت سرادق كبيرة في ساحات وميادين التظاهرات جنوبي البلاد أسوة ببغداد، مع استمرار التحشيد العسكري والأمني في المناطق تلك.
ووفقا لمسؤول أمني عراقي في بغداد، فإن السلطات الأمنية في بغداد تدرس عدداً من الإجراءات التي تهدف للسماح بتنفيذ خطة الحظر بدون كسرها، من بينها قطع الطرق قبل ساعة من موعد الحظر ( ١٢ ليلا ) وعدم السماح بالخروج من داخل الأحياء السكنية بالنسبة للسيارات، خاصة تلك المتوجهة إلى المناطق الرئيسة في بغداد التي تشهد تظاهرات.
وأكد المسؤول أن يوم الجمعة رصد كسر الحظر من قبل عشرات الآلاف من المواطنين وجانب الرصافة تحديدا الأكثر كسرا للقرار.
في غضون ذلك، سجلت مدن الناصرية والرفاعي بمحافظة ذي قار جنوبي العراق، التي شهدت ليلة أمس فعاليات إحراق العلم الإيراني وصور المرشد الإيراني علي خامنئي وزعيم “فيلق القدس” قاسم سليماني، خلال تأبين لضحايا التظاهرات بمناسبة مرور شهر كامل على انطلاق التظاهرات، انتشارا أمنيا واسعا، بالتزامن مع دعوات لتجدد التظاهرات اليوم السبت أمام المبنى الحكومي الرئيس في محافظة ذي قار.
وفي المثنى، شهدت الرميثة ثاني أكبر مدن المحافظة تظاهرات وقطعا للطرق منع خلالها المتظاهرون مرور مواكب مسؤولين محليين، وهددوا باعتصام مفتوح وقطع الطرق على الطريقة اللبنانية.
بالمقابل، فإن محافظة واسط وعاصمتها الكوت وكذلك القادسية ومركزها الديوانية انتهت من نصب خيام كبيرة لتنظيم الاعتصام المفتوح وسط الساحات الرئيسة فيها، وهو ما يجري بالوقت نفسه في كربلاء أيضا.
إلى ذلك، أكدت مصادر طبية عراقية، ارتفاع ضحايا التظاهرات إلى ٢٥٥ قتيلا منذ انطلاقها قبل شهر من الآن فضلا عن ١١ ألفاً و٦٠٠ مصاب وجريح، وذلك بعد مقتل فتاة ليلة أمس الجمعة ووفاة آخر فجر السبت في مستشفى الكندي ببغداد متأثرا بجروحه.