دخلت المظاهرات العراقية شهرها الثاني، وشهدت هذه الجمعة احتشاد آلاف المحتجين في العاصمة بغداد وباقي المحافظات للمطالبة باستئصال النظام السياسي القائم، فيما قتل خمسة أشخاص متأثرين بجروح أصيبوا بها الليلة الماضية وآخرين قتلوا اليوم في بغداد.
توافد عشرات الآلاف من العراقيين اليوم الجمعة إلى ساحة التحرير وسط بغداد الجمعة في أكبر مظاهرات احتجاج ضد الحكومة وطالبوا باجتثاث النخبة السياسية.
وإثر إصابات تعرضوا لها الليلة الماضية توفي خمسة محتجين متأثرين بجروحهم حيث استخدمت قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي ضد متظاهرين نصبوا خياما في ساحة التحرير بوسط بغداد استعدادا لمظاهرات اليوم الجمعة.وقالت مصادر في الشرطة والمستشفيات إن ١٠٣ أشخاص على الأقل أصيبوا.
بدأ الحراك الشعبي في الأول من تشرين الأول / أكتوبر احتجاجا على غياب الخدمات الأساسية وتفشي البطالة وعجز السلطات السياسية عن إيجاد حلول للأزمات المعيشية.
ويشار أنه في الأيام الماضية، تسارعت وتيرة الاحتجاجات التي راح ضحيتها ٢٥٠ شخصا على مدار الشهر الماضي، إذ اجتذبت حشودا ضخمة من مختلف الطوائف والأعراق في العراق لرفض الأحزاب السياسية التي تتولى السلطة منذ عام ٢٠٠٣.
ونصب الآلاف خياما في ساحة التحرير وانضم إليهم آلاف آخرون كثر خلال الجمعة.واجتذبت صلاة الجمعة أكبر الحشود من المتظاهرين حتى الآن، مع خروج الكثيرين إلى الشوارع بعد الصلاة.
وبحلول عصر الجمعة كان عشرات الآلاف قد احتشدوا في الميدان منددين بالنخب التي يرونها فاسدة تأتمر بأمر القوى الأجنبية ويحملونها المسؤولية عن تردي أوضاع المعيشة.
وفي الأيام الأخيرة، كانت الاحتجاجات سلمية نسبيا خلال النهار لكنها تتخذ طابعا أكثر عنفا بعد حلول الظلام عندما تستخدم الشرطة الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي للتصدي للشبان الذين يسمون أنفسهم الثوريين.
وتركزت الاشتباكات عند الأسوار خارج جسر الجمهورية المؤدي إلى المنطقة الخضراء فوق نهر دجلة حيث المباني الحكومية التي يقول المحتجون إن القادة عزلوا أنفسهم فيها بعد أن صارت معقلا للامتيازات تحميه الأسوار.