منذ الغزو الأميركي عام 2003، تعرّضت نصب وتماثيل العديد من الرموز الثقافية
والوطنية إلى النهب والتخريب والإزالة، حيث سرق تمثال الفارابي والمتنبي وعبد
المحسن السعدون، أول رئيس وزراء عراقي، وتساقط أجزاء من نصب الحرية، ومنحوتة أبو
نواس وقوس النصر وغيرها.
خلال الشهور الأخيرة، تعالت النداءات لإعادة تأهيل تمثال الشاعر بدر شاكر
السياب (1926 – 1964) الذي يقع مقابل كورنيش شط العرب في مدينة البصرة الذي صمّمه
ونفّذه النحات العراقي نداء كاظم (1939) وأزيح الستار عنه عام 1970.
رغم أن النُصب تم ترميمه بشكل كامل العام الماضي، لكن بعد إعادة افتتاحه
بفترة قصيرة بدأت حروف اسم الشاعر مع مقطع من قصيدة غريب على الخليج المثبتة على
قاعدة التمثال بالتساقط تباعاً بسبب عدم تثبيتها بمتانة، ولم يكترث أحد من الجهات
المعنية بإصلاحها.
لم يمنع وجود سياج يطوّق التمثال لحمايته من وصول العابثين إليه، حيث أُشيع
الشهر الماضي أن مجهولين أطلقوا النار مصوبين على قاعدة التمثال، لكن السلطات
المحلية نفت هذه الإشاعة التي تذكر بتعرّض التمثال ذاته لحادثة مشابهة عام 2016،
لكن يبدو أن الإهمال والعبث هما المسؤولان عن تشوّهه هذه المرة.
من جهة أخرى، أعلنت وزارة الثقافة العراقية، الأربعاء الماضي، عن إجراء
عمليات الترميم لمنحوتة صاحب “أزهار ذابلة” بالتزامن مع الإستعدادات الجارية لإقامة
فعاليات مهرجان المربد الشعري في دورته الثالثة والثلاثين التي تنطلق في مدينة
البصرة في السادس من آذار/ مارس المقبل.
لم يخف كثير من الناشطون تشكّكهم بالتصريحات الرسمية، مع إشارتهم على صفحاتهم
في وسائط التواصل الاجتماعي إلى أن التمثال تم ترميمه شكلياً منذ أشهر قليلة، وأن
لا أحد يهتم بـ”الرموز الثقافية” للمدينة، على حد قولهم.
الجمعة ١٠ جمادي الثانية ١٤٤٠هـ - الموافق ١٥ / شبــاط / ٢٠١٩ م