في ظاهرة غريبة ومثيرة للتساؤل ، ألقت طائرات أميركية، الثلاثاء، منشورات على
شكل عملات معدنية وأخرى ورقية تحمل علم النظام العراقي السابق الذي كان يترأسه
الرئيس الراحل “صدام حسين” في مدن محافظة الأنبار، غربي العراق.
وقال مصدر في الشرطة بتصريح صحفي إن “معظم العملات والمنشورات الورقية التي ألقتها
طائرات أميركية، سقطت فوق المدن الرئيسية ذات الكثافة السكانية العالية، كالرمادي (
مركز محافظة الأنبار )، والفلوجة، وحديثة، وهيت، وراوة، وعنه، ومناطق أخرى”، موضحا
أن “العملات والمنشورات حملت صورا لعلم صدام حسين الذي يحمل ثلاث نجمات، إلى جانب
العلم الأميركي”.
ولفت المصدر إلى أن ” المنشورات توعدت بعملية عسكرية قريبة في المحافظة “، مبينا
أن” هذه العملية سميت “عملية حرية العراق” ” بحسب قوله .
واشار إلى أن” الضوابط والتعليمات تمنع تداول العلم العراقي الذي يحمل النجمات
الثلاث باعتباره رمزا لحقبة حكم “صدام حسين” التي انتهت بالاحتلال الأميركي للعراق
عام 2003، إذ قامت السلطات العراقية بعد هذا التاريخ برفع النجمات عن العلم، وتغيير
نوع خط عبارة ( الله أكبر ) التي كانت مكتوبة بخط يد صدام”.
من جانبه عبر القيادي في الحشد الشعبي بالأنبار، “فاضل العيساوي”، عن استغرابه من
استخدام علم قديم في العملات والمنشورات التي ألقتها الطائرات الأميركية، مؤكدا
بالقول ، أن” هذا الأمر يحمل رسالة للأنبار، وبقية مناطق غرب وشمال العراق”، مشددا
على ضرورة التأني قبل الحكم على هذه الخطوة، متسائلا عن “وجهة العملية العسكرية
المقبلة التي تحدثت عنها المنشورات الأميركية “.
وأضاف ايضا أن “وجود العلم الأميركي إلى جانب العلم العراقي على العملات والمنشورات
فيه دلالة على تنسيق عسكري مقبل لم تحدد أطرافه بالضبط” ، متابعا أن ” ذلك يأتي في
وقت يرفض فيه برلمانيون الوجود الأميركي في العراق”، معبرا عن” خشيته من تحول
الأنبار إلى ساحة لتصفية الحسابات الأميركية الإيرانية ” بحسب قوله .
وتتزامن هذه التطورات مع حراك برلماني يقوم به نواب من تحالف البناء ( الذي يضم
ائتلاف دولة القانون، وفصائل الحشد الشعبي ) لتشريع قانون لإخراج القوات الأجنبية،
والأميركية تحديدا، من العراق.
|