إنتشرت القوات الحكومية في محافظة البصرة، جنوب العراق، بشكل مكثّف في محيط
الدوائر الرسمية والشركات النفطية، على خلفية إقتحام المليشيات شركة مصافي الجنوب
مساء أمس الثلاثاء، بينما تتبادل فصائل المليشيات التهم بتنفيذ العملية، وسط مخاوف
من التداعيات.
وكانت مجموعة مسلحة قالت أنّها تابعة لمليشيا “سرايا السلام” التي يتزعمها مقتدى
الصدر، قد إقتحمت، مساء أمس، شركة مصافي الجنوب في البصرة، محاولة الفوز بمناقصة
عرضتها الشركة.
وأفاد مسؤول في شرطة البصرة، بتصريح صحفي، أنّ “عملية إقتحام الشركة يوم أمس، أثارت
إرتباكاً أمنياً، وأعادة للأذهان مشاهد الفوضى الأمنية التي عمّت البلاد عام
2006-2007، مبيناً أنّ الشركات التي تعمل في المحافظة، ناشدت القوات الأمنية،
بتوفير الحماية اللازمة لها”.
وأوضح أنّ “القوات الأمنية إنتشرت منذ مساء الأمس، وكثّفت اليوم إنتشارها عند مقار
الشركات والدوائر الحكومية، لتأمينها من أي إعتداء، مبيناً أنّ الوضع الأمني هادئ
بشكل عام مع وجود مخاوف من حدوث طارئ، وأنّ الشركات تعيش حالة رعب، بينما تغيّب
عشرات الموظفين عن الدوام فيها”.
وأكّد أنّ “القوات الأمنية فتحت تحقيقاً موسعاً في الحادث، وتعمل الآن على جمع
المعلومات بشأنه”.
وأثارت العملية موجة إتهامات بين فصائل المليشيات المسلحة في المحافظة، الأمر الذي
أجّج الخوف، من تطور الإتهامات إلى مواجهات مسلحة بينها.
وذكر الناشط في التيار المدني بالبصرة “رياض الفتلاوي” بتصريح صحفي، أن “مشهد
إقتحام مليشيات مسلحة دائرةً رسمية مهمة أعاد للأذهان سنوات الإنفلات الأمني
بالمحافظة بين عامي 2006 و2010 على وجه التحديد”.
وبيّن أن “الموضوع فتح الباب أمام تساؤل حول دور الجيش والشرطة ومن أقوى أو أكثر
نفوذاً هم والقانون أم المليشيات المسلحة، مضيفاً أنه كيف يدخلون بأرتال سيارات
مسلحة إلى مكان يفترض أنه خاضع لحماية عسكرية وأمنية”.
من جانبها سارعت مليشيا “سرايا السلام” إلى تبرئة ساحتها من العملية، مؤكدةً أنّها
“مجمّدة وجميع نشاطاتها متوقفة، ومكاتبها مغلقة”، وفقاً لقرار زعيمها مقتدى الصدر.
وقال قيادي في مليشيا “سرايا السلام”، خلال تصريح صحافي نقلته وسائل إعلام، أنّ
“الجهة التي إقتحمت الشرطة، تابعة للواء المنتظر ( أحد
فصائل مليشيا الحشد الشعبي )، الذي يتبع للقيادي في حركة
الجهاد والبناء، داغر الموسوي، بالإشتراك مع فصيل آخر يدعى (
أنصار الله الأوفياء ) بقيادة شخص يدعى طاهر
العبادي”.
وأضاف أنّ “هذين الفصيلين كانا قد إقتحما قبل يومين ميناء خور الزبير، وإدعيا
الإنتماء إلى جهة أخرى، مبيناً أنّ السيارات التي تم تنفيذ عملية الإقتحام بها هي
سيارات مهربة عبر الميناء، وكانت قد أهديت إلى الفصيل من قبل رجل أعمال، وهي لا
تحمل أي أوليات في دائرة المرور أو الجمارك” على حد قوله.
ويتخوف أهالي المحافظة ومسؤولوها، من تطور مشهد الإتهامات المتبادلة بين المليشيات
المسلحة، والتي يحاول كل منها إلقاء التهم على الآخر بتنفيذ عملية الإقتحام، الأمر
الذي ينذر بتداعيات خطيرة على الملف الأمني في المحافظة.
|