قال مسؤولون عراقيون، أمس الثلاثاء، أن فرقاً أمنية إيرانية تشارك ولأول مرة بكثافة
عالية في خطة تأمين مراسم دينية بمدينة كربلاء جنوبي البلاد، بعد ارتفاع عدد الزوار
الإيرانيين الداخلين للبلاد إلى أكثر من مليون زائر أغلبهم دخلوا براً عبر الحدود
بين البلدين.
وبحسب المسؤولين، فإن وحدات من الشرطة الإيرانية دخلت الأراضي العراقية
بتنسيق مع بغداد لتأمين دخول مواطنيها براً إلى العراق، بوقت شوهدت مروحيات إيرانية
على مناطق حدودية عراقية أيضاً.
وقال مصدر أمني ، أنّ وزير الداخلية قاسم الأعرجي، كان قد وقّع خلال زياراته
إلى طهران، على اتفاقات تعاون استخباري وعسكري مع إيران، لتأمين مراسم الزيارات
الدينية في العراق، مبيناً أنّ القوات الحكومية لديها القدرة الكافية لتوفير
الحماية للزوار والمراقد الدينية، لكنّ هناك رغبة إيرانية في المشاركة بدعوى العدد
الكبير لمواطنيها المشاركين في المراسم الدينية هذا العام.
وأوضح أن فرقاً إيرانية انتشرت على الطرق البرية بين العراق وإيران التي
يسلكها الزوار الإيرانيون، وهناك غرفة تنسيق مع الجانب العراقي ومراقبة جوية لحركة
أفواج الزوار الذين يسيرون على الأقدام من خلال الحدود الإيرانية باتجاه كربلاء،
وكذلك مدينة النجف، مؤكداً أن التدخل الإيراني الأمني يقتصر على المناطق الحدودية
والطرق الرئيسة بين البلدين، وليس داخل المدن.
وكشف مسؤولون إيرانيون أنّ العراق سمح لمروحيات الطوارئ الإيرانية الدخول إلى
أجوائه خلال مراسم الزيارة، لنقل المصابين.
وقال رئيس منظمة الطوارئ الإيرانية، “بير حسين كوليوند”، في تصريح صحفي، أنّه
تم توقيع مذكرة تفاهم مع وزارة الصحة العراقية، من أجل تقديم الخدمات للزوار.
وأوضح، فرق الطوارئ الطبية سيكون بإمكانها، في حال الضرورة، الدخول إلى
العراق من دون المرور بالتشريفات الروتينية، لنقل المرضى إلى داخل إيران.
ويؤكد قادة أمنيون عراقيون، وضع خطط أمنية مشدّدة لتأمين مراسم الزيارة إلى
محافظة كربلاء، وقال ضابط في قيادة العمليات المشتركة، أنّ القيادة وضعت خطة أمنية
مشددة لحماية مراسم الزيارة بشكل محكم.
وأوضح أنّ الخطة ستشارك بها كافة صنوف القوات الأمنية الحكومية، وسيكون هناك
تعاون مع المواطنين في الحصول على أي معلومات مريبة، عن أي تحرك مشبوه.
ويذكر أن عشرات السيارات التابعة للشرطة الإيرانية دخلت إلى محافظة كربلاء
بحجة توفير الحماية للزوار الإيرانيين، فيما اعترض سكان المحافظة تواجد شرطة أجنبية
على الأراضي العراقية، وأنّها تمثل خرقاً واضحاً للسيادة العراقية.
ولم تعد خافية سيطرة إيران على مفاصل الحياة السياسية والأمنية والاجتماعية
في العراق، من خلال التحكم بتركيبة الحكومة في بغداد التي تهيمن عليها الأحزاب
الشيعية، حيث تتدخل إيران عسكرياً وسياسياً بقوة عن طريق فيلق القدس وميليشيات
الحشد الموالية لها، والتي أسستها بقيادة هادي العامري ومساعده أبو مهدي المهندس
اللذين كانا قياديين في فيلق بدر التابع لفيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني.
الخميس ٨ صفر ١٤٤٠هـ - الموافق ١٨ / تشرين الاول / ٢٠١٨ م