مشاهد الجثث البشرية المتفسخة في أزقة وشوارع الجانب الأيمن من مدينة الموصل مركز
محافظة نينوى، لا تفارق ذاكرة من يزور المدينة ويتجول في احياء جانبها الايمن في
اطرافها الغربية ، لاسيما المنظمات الانسانية وفرق الدفاع المدني التي شاركت في رفع
جثث القتلى من الشوارع ، بعد انتهاء العمليات العسكرية، لكن يبقى تحول مواقع قريبة
من الطمر الصحي الواقع في منطقة السحاجي غرب الموصل، إلى مقابر لدفن الجثث أكثر ما
يقلق ، حيث أن عددا كثيرا من سكان المدينة يواجهون تهديدات بمخاطر صحية جمة جراء
تلك الجثث .
واكدت مصادر صحفية مطلعة نقلا عن اخرى بدائرة صحة الموصل ، أن ” الأوبئة
الناتجة من الجثث المتفسخة في المناطق السكنية، قد تعرض السكان للإصابة بالأمراض
الوبائية، فضلا عن أن الحكومة المحلية في نينوى، لن تستطيع رفع الجثث بشكل كامل
خلال الفترة المقبلة، بسبب الانتشار الكبير للعبوات الناسفة ” .
واضافت أن ” الأجهزة الأمنية تخشى الاقتراب من الجثث، خوفا من إمكانية أن
تكون مفخخة، وهو ما جعل بعض الجثث عرضة للحيوانات، بعد تركها في العراء ، حيث تعجز
طواقم دائرة البلدية من الوصول إلى عشرات الجثث المنتشرة في مناطق عدة ، كون المكان
“ملغما” ، اضافة الى تأكيدات الفرق المشكلة من دائرة الطب العدلي وقيادة الشرطة
والعمليات العسكرية، بعدم العثور على هويات تعريفية للجثث المنتشرة في الشوارع “.
وتترك وزارة الصحة العراقية الفصل بين جثث المدنيين والمسلحين للأجهزة
الاستخبارية والقوات المشتركة ، بحسب إفادة الدكتور “سيف البدر” المتحدث الرسمي
باسم وزارة الصحة في العراق ، مضيفاً أن مسؤولية وزارته تكمن في تسلم الجثث وتحديد
البصمة الجينية للجثة، وبعدها تبليغ الجهات المختصة والقضائية بالنتائج، لاتخاذ
إجراءات التعامل معها ، مبينا أنه تم دفن 3500 جثة في مواقع خاصة بالقرب من الطمر
الصحي منذ سبتمبر/أيلول 2017 حتى يونيو/حزيران الماضي ، غير أن أعداد الجثث ترتفع
وتزداد كلما تمكنت فرق الدفاع المدني من رفع المزيد من مناطق الاشتباك وتحت الأنقاض
التي لم ترفع بعد.
الخميس ٨ صفر ١٤٤٠هـ - الموافق ١٨ / تشرين الاول / ٢٠١٨ م