تزايدت حملات الاعتقالات العشوائية ، والإهانة على معابر وحواجز التفتيش، والدهم
الليلي للمنازل والتعذيب بالسجون للمشتبه بهم، والألفاظ الطائفية من قبل القوات
الحكومية وميليشيا الحشد الشعبي في مناطق عدة من البلاد ،وفقاً لما يؤكده مسؤولون
وناشطون وسكان محليون في محافظات شمال وغرب العراق. تضاف إليها عمليات ابتزاز
وتقاضي أموال من ذوي المعتقلين لقاء الإفراج عنهم، ما يثير مخاوف عدة.
وقال الناشطون والسكان المحليون في تصريح صحفي ، “تزايدت عمليات الإعتقالات
العشوائية في محافظات مثل الأنبار (غرب)، وديالى (شرق)،
والموصل وصلاح الدين وكركوك (شمال)، بالإضافة إلى مناطق تقع في أطراف بغداد الشمالية والغربية والجنوبية ،
تحت ذريعة انتماء أشخاص لـ”داعش” موجودين بين السكان، على الرغم من إعلان القوات
الحكومية القضاء على هذا التنظيم في وقت سابق ، وأن المعلومات المتوفرة تفيد بأن
الذين يجري اعتقالهم يتعرضون لتعذيب وابتزاز يجبرهم على الاعتراف بضلوعهم في جرائم
لم يرتكبوها”.
وأضافوا ، “يحدث ذلك على الرغم من أن العائدين إلى مناطقهم بعد استعادتها
فضلوا العمل على إعادة الحياة لمدنهم، والابتعاد عن كل ما يثير “الفتنة ، بحسب
تأكيدهم خصوصاً بعدما عاشوا تجربة التهجير والتشريد والقتل والاعتقالات”.
واعترف مسؤول في الشرطة بمحافظة نينوى في تصريح صحفي ، بأن “الانتهاكات عادت
مجدداً ولا وجود لأي اتعاظ من تجربة سابقة. ويذكّر بأن ما حدث في صيف 2014، من
اجتياح تنظيم “داعش” للعراق، كانت هناك ممهدات له، من بينها الظلم، ما أدى إلى
نجاحه في السيطرة على مساحة تقدر بثلث البلاد في وقت قصير جداً، من دون أن تجد قوات
الأمن أي مساعدة من السكان بعد اجتياح التنظيم لمدن عراقية عدة”.
وأوضح ، أن “تقارير سرّية رفعت إلى الحكومة عن قيادات وضباط فاسدين يبلغ
مدخول بعضهم الشهري أكثر من 100 ألف دولار نتيجة تقاضيهم رشى وابتزاز لمعتقلين أو
تجار ورجال أعمال”.
من جانبه أشار “محسن النداوي” وهو أحد وجهاء العشائر الذين يسكنون في مناطق
حزام بغداد الشمالي ، في تصريح صحفي ، أن “عناصر في قوات الجيش يتعرضون للمواطنين
من سكنة القرى الواقعة في حزام بغداد الشمالي والغربي بألفاظ وتصرفات تثيرهم، وقد
حصلت مشادات عدة بسبب هذا الأمر”.
السبت ٣ صفر ١٤٤٠هـ - الموافق ١٣ / تشرين الاول / ٢٠١٨ م