منذ فترة ليست بالقصيرة والرعب يخيّم مناطق قضاء تلعفر شمال غربي محافظة نينوى ،
بعد عمليات اختطاف منظّمة تنفذها فصائل مسلحة مرتبطة بمليشيات “الحشد الشعبي”، وسط
غيابٍ لسلطة الدولة في عموم القضاء المستعاد من قبل القوات المشتركة وميليشياتها
العام الماضي، مايكشف الاهداف الحقيقية لاقتحام المدن بحجة تحريرها .
وقال مصدر صحفي مطلع في تصريح له ، إنّ “العوائل التي عادت أخيراً إلى بلدة
تلعفر، تلقت تهديدات من قبل فصائل الحشد الشعبي، تفيد بأنه على أفرادها ترك منازلهم
أو أنهم سيتعرضون للقتل أو الخطف”، مبيناً أنّ “الحشد بدأ تنفيذ تهديداته، وقام
بعمليات اختطاف ممنهجة للعوائل التي لم تترك منازلها، وقد اختطف حتى الآن أكثر من
14 شخصاً”.
وأكد أنّ “عمليات الخطف تجري بوضح النهار، حيث تقتحم المليشيات المنازل وتخطف
أحد أفراد عائلاتها وتقتاده إلى جهة مجهولة من بين أهله”، مبيناً أنّ “المختطفين
انقطعت أخبارهم، ولا أحد يعرف عن مصيرهم شيئاً” ، مشيرا إلى أنّ “عمليات الخطف
تسببت بحالة رعبٍ لدى الأهالي، الذين لا يعرفون متى يقتحم الحشد منازلهم”.
من جانبه أكد وجهاء عشائر في محافظة نينوى، أنّ ” عمليات الخطف تهدف إلى إحداث
تغيير ديموغرافي في البلدة، ومنع العوائل المتبقية من العودة إليها ، وأن تلعفر
بلدة معزولة تماماً عن نينوى، ولا توجد فيها أي سلطة للدولة أو القانون، وأنّ
المنطقة بكاملها تخضع لسلطة مليشيات الحشد”، وأنّ الحشد يسعى من خلال عمليات الخطف
هذه، إلى إفراغ البلدة من مكون معين، لإحداث تغيير ديموغرافي فيها”.
وأضافوا أنّ “الوضع في البلدة خطيرٌ للغاية، ولا يمكن للأهالي أن يحموا أنفسهم
وأبناءهم من عمليات الخطف”، داعين الحكومة إلى “التدخل وبسط نفوذها على البلدة،
وتوفير الحماية اللازمة للأهالي”.
ويشكو أهالي تلعفر تجاهل الحكومة لبلدتهم، وتركها بيد المليشيات تنفذ أجندتها
بحرية مطلقة ، حيث أن بلدة تلعفر التي تقع في أطراف محافظة نينوى، من الجهة
الشمالية الغربية، لم تخرج منها ميليشيات الحشد منذ اقتحامها قبل أكثر من عام، وسط
مناشدات من أهلها بانتشال البلدة من قبضة الميلشيات المسلحة .
|