عواقب وخيمة وعقوبات بحق حكومة بغداد المنتهية ولايتها من قبل الولايات المتحدة
أعقبت أغلاق القنصلية الامريكية في محافظة البصرة التي تعرضت للاستهداف من قبل
الميليشيات المسلحة الموالية لايران ، حيث حذر التحالف الدولي بقيادة واشنطن من
زيادة أسعار خدمات التأمين التي تستفيد منها الشركات العظمى في قطاع النفط في
البصرة مع زيادة كلفة إنتاج النفط في العراق بسبب غلق القنصلية الأميركية .
وذكر تقرير نشره موقع″المونيتور” الأميركي، اليوم الثلاثاء ، أن “مدينة البصرة
الغنيّة بالنفط، ذات الميناء الوحيد في البلد، يشتد فيها الصراع بين الولايات
المتّحدة الأميركيّة وإيران، حيث تنشط فصائل مسلّحة موالية لإيران تهدّد الولايات
المتّحدة الأميركيّة بين الحين والآخر”، معربا عن توقعها في أن “يؤثّر هذا التنافس
على الوضع الاقتصاديّ في مدينة البصرة خصوصاً، والعراق عموماً”.
واضاف أنه ” ومع اشتداد الصراع بين الولايات المتّحدة وإيران في المنطقة، هناك
بوادر تحوّل مدينة البصرة التي تعرف بالعاصمة الاقتصاديّة للعراق، إلى مركز للصراع
والحروب، بدلاً من مركز للتنمية الاقتصاديّة والازدهار، الأمر الذي يفاقم وضعها
الاقتصاديّ السيّئ أصلاً “.
ونقل التقرير ، عن المستشار السابق للتحالف الدوليّ في العراق، “كاظم الوائلي”،
قوله إنّ “وجود القنصليّة الأميركيّة يعتبر علامة من علامات الأمان في البصرة، أمّا
إغلاقها فهو إشارة إلى الوضع غير المستقرّ في المدينة، وهذا يؤدّي إلى زيادة أسعار
خدمات التأمين التي تستفيد منها الشركات العظمى في قطاع النفط”.
وأشار إلى أنّ “هذا من جانبه سيزيد من كلفة إنتاج النفط في العراق”، لافتاً في
الوقت نفسه إلى وجود “200 مليون دولار خصّصت لمدينة البصرة من قبل الوكالة
الأميركيّة للتنمية الدوليّة (USAID)، لمشاريع الماء وبناء المستشفيات والمدارس في
المدينة، وهذه الأموال سوف تنسحب وتعود إلى الخزينة الأميركيّة”.
وبين أن “إمكانيّة إرسال مساعدات أميركيّة إلى البصرة، بات من المستبعد جدّاً
بعد إغلاق قنصليّتها، إذ كان دوغلاس سيليمان قد وعد الشعب البصريّ بالمساعدة في
تخفيف المعاناة عنهم في ملفّات عدّة، وعلى رأسها أزمة مياه الشرب التي يعاني منها
المواطن البصريّ”.
وكانت وزارة الخارجيّة الأميركيّة، قد أعلنت في اواخر شهر أيلول / سيبتمبر
الماضي ، عزمها غلق قنصليّتها في مدينة البصرة وسحب ديبلوماسيّيها منها، بعدما
استهدفت 3 قذائف هاون القنصليّة الأميركيّة هناك.
وفي مؤشّر على التصعيد بين الجانب الأميركيّ والفصائل القريبة من إيران، أصدرت
الولايات المتّحدة تحذيراً جديداً لرعاياها في الفترة نفسها طالبتهم بعدم السفر إلى
العراق بسبب وجود مخاطر كبيرة تتمثّل في “العنف والاختطاف”.
|