بقلق بالغ ، يتابع العراقيون، توقعات حال المشهد السياسي المقبل في البلد، وسط
تراكم غيوم صراع الأحزاب والكتل على المناصب والسلطة، وأرتفاع مديات النفاق السياسي
غير المعهودة عبر الأستعداد لتغيير الولاءات والمواقف والتحالفات لتحقيق المصالح
الخاصة، في تناقض فاضح لآمال التغيير والإصلاح التي كان الشعب يتطلع إليها، ومخاوف
جدية من انهيار أكبر في أوضاع البلد.
وأفادت مصادر صحفية مطلعة في تصريح لها أنه ” ومع اقتراب توقيت أختيار رئيسي
الجمهورية والوزراء، يبدو أن صورة التحالفات لتشكيل الحكومة المقبلة التي كانت
تتركز على كتلة سائرون المدعومة من التيار الصدري والساعية للتغيير والإصلاح في
أوضاع البلد المتدهورة وكتلة الفتح بقيادة نوري المالكي وهادي العامري، أصبحت الكفة
فيها تميل إلى الطرف الأخير بعد تخلي الكثير من النواب عن معسكر الإصلاح ومحاربة
الفساد وتفضيلهم الانتقال إلى معسكر المناصب والامتيازات”.
وأضافت أنه ” وبعد تهديدات كتلة سائرون المدعومة من الصدر بالتوجه نحو
المعارضة إذا أصر الآخرون على نهج المحاصصة وتقاسم المناصب السائد، فان القيادي في
الكتلة “جمعة الحلفي”، أقر ، بان «كتلته تتمسك بمنهج واضح يركز على الإصلاح الجدي
ورفض المحاصصة ومحاربة الفساد، وهذا المنهج من الصعب على الكثيرين من أعضاء الكتلة
ان يبقوا متمسكين به أمام جبروت الفساد وامتداداته» “.
وبينت أنه ” في الوقت الذي يتم فيه تسريب أسماء عديدة لمرشحي منصب رئاسة
الوزراء، يبدو ان توجه الكتل الفائزة الكبيرة هو اختيار شخصية توافقية ترضي أغلب
الأحزاب والقوى ومرجعية النجف، كما ترضي الطرفين الدوليين، إيران والولايات
المتحدة، رغم أن الأخيرة تتحرك بقوة في الوسط الكردي والسني لفرض شخصيات مقربة
منها، إلا انه وكما يبدو فان حلفاء وأصدقاء طهران سيكون لهم وجود مؤثر في الحكومة
المقبلة كما في الحكومات السابقة وربما أكثر هذه المرة”.
وأوضحت أنه ” برز في تداعيات الصراع على المناصب، عمق الخلافات حول السلطة
وليس بسبب المصلحة الوطنية، ومن ذلك تطور الخلافات بين قيادات حزب الدعوة الذي قاد
العراق لأربع وزارات متتالية تميزت بالفشل في تقديم الخدمات أو بناء دولة المؤسسات
أو توحيد المجتمع ، وقد أدت خسارة الحزب لمنصب رئيس الحكومة إلى تبادل الاتهامات
بين أعضائه، حيث وجه ثلاث من قيادات الحزب رسالة انتقدوا فيها القيادي حيدر العبادي
لتشبثه برئاسة الوزراء وتحالفه مع الصدر وعدم توحيد الحزب في الانتخابات الأخيرة،
والتي رفضها العبادي، واعتبرها تأتي ضمن حملة تسقيط، متهما رفيقه نوري المالكي بعدم
الالتزام بالاتفاقات المعقودة بين قيادات الحزب”.
وأشارت الى أنه ” وفي تطورات ذات صلة بالمشهد السياسي، فقد برزت مؤشرات تنامي
ظاهرة عسكرة المجتمع، وتزايد حالات تحدي الفصائل المسلحة لسلطة الدولة ومحاولة فرض
نفسها بالقوة على المشهد، مستغلة انشغال القوى السياسية بالصراع على الحكومة
المقبلة، ومن ذلك تهديد ابو طالب السعدي، القيادي في «كتائب حزب الله العراقي»
المدعومة من إيران، بإسقاط ما سماه «عرش» رئيس الحكومة المقبل، في حال عدم
«احترامه» لما وصفه بدماء مقاتلي الميليشيا “، مشددا على أن “الكتائب تسير على نهج
المرشد الأعلى الإيراني السابق الخميني ، وسبق ذلك إعلان الحشد الشعبي تشكيل كتائب
مسلحة لمواجهة التظاهرات في البصرة “.
وفي السياق نفسه ، صرحت عضو مجلس النواب عن تحالف الفتح “انتصار الموسوي “،
أن ” أولويات تحالف الفتح خلال المرحلة المقبلة إخراج القوات الأمريكية من البلاد
“، مشيرة إلى ان ” أي عقوبات أمريكية ضد فصائل “المقاومة الإسلامية” لا قيمة لها،
وتأتي ضمن مسار خليجي أمريكي للانتقام من داعمي “المقاومة ” ، بحسب اعتقادها .
الاحد ١٣ محرم ١٤٤٠هـ - الموافق ٢٣ / أيلول / ٢٠١٨ م