لاتزال مدينة الموصل المنكوبة بمحافظة نينوى ، تلملم أشلاءها، بعد كلّ ما عانته
في خلال الأعوام الأخيرة ، محاولة النهوض بمدارسها وواقع التعليم المتدهور فيها
خصوصا والعراق على وجه العموم ، رغم المعوّقات الكثيرة التي تواجهها ، بالتزامن مع
موسم العودة إلى المدرسة والعام الدراسي الجديد .
وأكدت مصادر صحفية مطلعة في تصريح لها أنه ” وقبل أربعة أعوام، اضطرت فتاة موصلية
تبلغ من العمر 11 عاماً اليوم، إلى ترك مدرستها، عقب تدهور الاوضاع في مدينتها
الموصل الواقعة شماليّ العراق ، فهي نزحت وعائلتها إلى إقليم كردستان العراق، قبل
أن تعود إلى ديارها في صيف هذا العام ، وتبدو الصغيرة متحمسة للعودة إلى مقاعد
الدراسة، على الرغم من أنّ مدرستها هُدمت بالكامل “.
وأضافت أن ” والدة الفتاة قالت إنّ أبنائي تركوا الدراسة منذ نزوحنا، و قبل ذلك،
كانت ابنتي في المرحلة الابتدائية وأخوها في المرحلة المتوسطة، أمّا واختها واخيها
الكبار فقد صار أقرانهما في الجامعة” ، مضيفة أنّه “حين عودتنا إلى مدينتنا، وجدنا
حجم الدمار هائلاً على الرغم من كل الجهود المحلية التي بذلها متطوّعون لإعادة
الحياة إلى الساحل الأيمن”.
وأشارت المصادر نقلا عنها إلى أنّه “في الإمكان القول إنّ قطاع التعليم تعافى بشكل
أفضل من المرافق الأخرى والبنى التحتية المختلفة التي تضررت في كل أنحاء المدينة” ،
مبينة أنّ “منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) قامت بتأهيل مدارس عدّة هي الفضلى
لجهة النظافة ووسائل التعليم والترفيه، لذلك قمت بتسجيل لبنى في إحدى تلك المدارس”
بحسب قولها .
وبينت ، إنّه ” ثمّة إهمالاً حكومياً واضحاً لجهة استعادة المؤسسات المتضررة في
المدينة، خصوصاً في الموصل القديمة حيث نسبة الدمار نحو 90 في المائة” ، مبينة أنّ
“مدارس كثيرة تعرضت إلى الدمار في هذا الجانب، الأمر الذي انعكس سلباً على
التلاميذ، وقد حُرم عدد كبير منهم من التعليم، في حين أنّ آخرين يتلقون تعليمهم في
مدارس وصفوف مكتظة وسط الضجيج” ، مؤكدة أنّ “عدد التلاميذ يتخطّى في بعض الصفوف 75
تلميذاً، الأمر الذي يصعّب تلقّي المواد بالطريقة الصحيحة”.
من جانب أخر أكدت مديرية تربية محافظة نينوى أنّ “عدد مدارس المحافظة يتخطّى 954
مدرسة، تهدّمت منها نتيجة الحرب نحو 60 مدرسة، معظمها في الساحل الأيمن، وقد بدأت
المنظمات بإعادة بناء ستّ مدارس، أمّا المدارس الأهلية، فكان عددها 40 بحسب آخر
إحصائية تعود إلى عام 2017، قبل أن تزيد نحو تسع مدارس هذا العام ، وأنّ عدد
التلاميذ في كل واحدة من المدارس لا يقل عن 400 تلميذ، كذلك فإنّ أبواب المدارس
مشرّعة أمام التلاميذ، باستثناء تلك التي تعرّضت إلى الحرق أو السرقة وهي ليست
كثيرة”.
ويعاني الأطفال النازحون من جرّاء فقدانهم التعليم أو من تلقيهم التعليم في داخل
خيام أو كرفانات، في حين أنّ كثيرين منهم هم خارج العملية التعليمية ، حيث بينت
منظمة حقوقية محلية ، أنّه “في عملنا كمنظمات محلية وبالتعاون مع المنظمات
العالمية، نحاول قدر المستطاع جعل الأطفال ممّن هم في سنّ الدراسة يحصلون على
التعليم، وفي مخيمات منطقة حمام العليل الواقعة إلى جنوب الموصل، ثمّة أكثر من 20
ألف تلميذ، يتلقّى بعضهم التعليم في حين أنّ
من جهته، أكد ممثل منظمة “يونيسف” في العراق، “بيتر هوكينز”، أنّ مساعدة الأطفال في
الحصول على تعليم جيّد لن يؤدّي إلى تحقيق الانتعاش والتعافي في الوقت الحاضر فحسب،
بل سوف يضمن كذلك مستقبلاً أفضل لجميع الأطفال”.
وتجدر الإشارة إلى أنّ العنف والعمليات العسكرية في الموصل واطرافها كان قد تسبب في
تعليق تعليم أكثر من ثلاثة ملايين و500 ألف طفل، وهؤلاء إمّا أنّهم خارج المدرسة
وإما أنّهم لا يواظبون عليها بشكل منتظم أو خسروا سنوات من التعليم.
|