رغم إغلاق السلطات الحكومية لعدد كبير من مقاهي بغداد بعد إكتشاف تصرفات مخالفة
للقانون، شكاوى سكان العاصمة ما زالت بسبب تلك الأماكن التي تنتشر في كل الأحياء،
ويؤكد سكان أن قرارات الغلق ليست مجدية، إذ يتم غلق مقهى فيفتح بدلاً منه عدة مقاه
بعدما تحولت إلى مراكز للعصابات.
ووفقا لبيانات سلطات الأمن في بغداد، فإن ما لا يقل عن 60 ناديا ومقهى تم
إغلاقها خلال العام الجاري، وأكد العقيد “محمد محسن الكناني” من قسم مكافحة
الجريمة، أن الملاحقة مستمرة لأي ناد أو مقهى يمارس أعمالاً غير أخلاقية، أو يتحول
إلى وكر للعصابات أو ترويج المخدرات والإتجار بالأعضاء البشرية وغيرها.
وقال “علي عبد الخالق”، وهو مدرس يسكن حي دراغ وسط بغداد، إن السلطات أغلقت قبل
أيام أكبر مقهى في الحي بعد ورود أنباء عن ممارسة شباب وفتيات يرتادونه أعمالا
مشبوهة بالتنسيق مع إدارته، مؤكدا، أن “سكان المنطقة قدموا أكثر من شكوى تطالب
بإغلاقه ولم تتم الاستجابة، إلا أن إكتشاف عمليات تجارة مخدرات وعلاقات مشبوهة، أدى
إلى إغلاقه أخيراً.
وأوضح “أحمد عمران”، وهو صاحب مطعم في شارع أبو جعفر المنصور، أنه تم خلال
الفترة الماضية إغلاق عدد كبير من المقاهي غير المرخصة، مؤكداً، أن هذه الأماكن
تحولت إلى مناطق لجمع الشباب والفتيات من المدمنين على المخدرات، والمطلوبين للقضاء
بسبب السرقة أو الخطف. الجميع يعلم ما يجري داخل المقاهي والنوادي الليلية في حي
المنصور وبقية أحياء بغداد، لكن لا أحد يجرؤ على الحديث خشية الانتقام أو الملاحقة.
كما بيّن أن المخيف هو إنتشار هذه الأماكن داخل الأحياء السكنية، ما دفع كثير من
الأهالي للتحذير منها خشية على شبابهم وبناتهم من السقوط في أعمال محرمة شرعاً
وقانوناً.
وتشهد العاصمة بغداد إنتشاراً كبيراً للميليشيات والعصابات التي تتاجر
بالمخدرات، فيما تقوم الميليشيات بعمليات الإختطاف والقتل بحق المدنيين في ظل غياب
الأمن والأجهزة الحكومية.
|