تزامنا مع ماتشهده البصرة من تطورات متلاحقة ومعاناة متزايدة للمواطنين ، أعترف
مدير ناحية سفوان الواقعة جنوب غرب محافظة البصرة بجنوب العراق ، اليوم الثلاثاء ،
بتسجيل العشرات من حالات التسمم في صفوف مواطنيه بسبب ملوحة وتلوث المياه المغذية
من مشروع ماء محيلة في أبي الخصيب ، في وقت أقر فيه قائممقام قضاء الفاو “وليد
الشريفي “، بإن المئات من الأسر هجرت المدينة خلال موسم الصيف الحالي، بسبب أزمة
ملوحة المياه والتلوث.
وقال مدير ناحية سفوان “طالب الحصونة” في تصريح صحفي ، ان” الناحية سجلت العشرات
من الاصابات بالاسهال والتسمم بسبب تلوث المياه، لافتا الى تزايد اعداد المصابين
ونقلهم الى مستشفيات البصرة والزبير لغرض العلاج ومن ضمنهم مدير الناحية “.
واكد أن “على الجهات الصحية والبيئية متابعة نسب الكلور المضاف لأحواض المياه في
مشروع خور الزبير المشترك مع تفعيل اللجان المختصة لمتابعة سحب نماذج من المياه
للمحطات التحلية الأهلية والكشف على الخزانات ومعدات التصفية، مطالبا محافظة البصرة
للاسراع بتنفيذ مشروع الأنبوب الرابط بين الناظم البصرة ومشروع الخور وبطول 14 كلم
وبقطر 800 عقدة لغرض فصل ماء مشروع Rzero عن ماء محيلة “.
واضاف أن ” ناحية سفوان تتزود بمياه الاسالة من مشروع ماء خور الزبير المشترك مع
نواحي ام قصر وخور الزبير والذي يتغذى من مشروعي ماء محيلة وماء Rzero في ابي صخير
“.
من جانب أخر أوضح قائممام قضاء الفاو “وليد الشريفي ” بتصريح مماثل ، أن “نحو
400 عائلة هجرت الفاو، خلال فصل الصيف الحالي، بعد أزمة ملوحة المياه، وازدياد
أعداد حالات التسمم بسبب المياه الملوثة” ، موضحا ، أنّ “مئات الطلبات بنقل أثاث
المنازل، تقدم بها أهالي الفاو”، لافتا إلى أن “الحكومة المحلية للقضاء، تتريث قدر
الإمكان في منح الموافقة لتقليل الهجرة اليومية” ، مبينا أن “نحو ثلاث عائلات يوميا
تهاجر من القضاء، لا سيما في المناطق الريفية التي هلكت فيها المواشي وتحولت
مساحاتها الخضراء إلى أراض قاحلة”.
ويعاني سكان محافظة البصرة، ثالث أكبر مدن العراق بعد بغداد والموصل، من أزمة
جفاف واسعة نتيجة انخفاض مياه نهري دجلة والفرات بشكل أدى إلى ارتفاع ملوحة شط
العرب، الشريان الرئيسي للمياه الحلوة في البصرة، عدا عن تراجع مستويات تجهيز
الطاقة الكهربائية بعد فصل الجانب الإيراني خطوط الكهرباء التي كان العراق يستورد
من خلالها الطاقة للمدينة وضواحيها.
|