تتصاعد مخاوف العراقيين، من سيناريو جديد لجر بلدهم إلى أزمة خطيرة، أصبحت قريبة
من الواقع، بعد تفجير الأوضاع في البصرة وأنتقال التظاهرات من السلمية إلى إحتدام
العنف غير المسبوق وموجة الحرائق والصدامات بين المتظاهرين والقوات المشتركة التي
أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، بالتزامن مع شل عمل البرلمان الجديد ، بسبب
خلاف الأحزاب على “الكتلة النيابية الأكبر” التي تتولى إدارة الحكومة المقبلة،
ليعزز مؤشرات تحرك قوى سياسية لتنفيذ أجندات داخلية وخارجية.
وأوضحت مصادر صحفية مطلعة في تصريح لها أنه ” وفي تطور خطير قد يجر البصرة
والعراق نحو المجهول وسط تداعيات إقليمية معقدة، تصاعدت في الأيام الأخيرة أعمال
العنف في المحافظة الأهم اقتصاديا في البلد للتحول البصرة من ثغر العراق الباسم إلى
المحافظة المنكوبة الجديدة التي تضاف إلى سلسلة المدن المنكوبة السابقة مثل الموصل
والأنبار وصلاح الدين، حيث تحولت التظاهرات السلمية فيها المطالبة بتوفير الخدمات
الأساسية مثل الماء والكهرباء، إلى أعمال عنف عقب سقوط عشرات القتلى والجرحى وعدم
تنفيذ إصلاحات ملموسة، مما فجر عمليات حرق منظمة طالت مباني المحافظة وبعض المؤسسات
الحكومية، دون ان ينسى المتظاهرون صب جام غضبهم على مقرات الأحزاب وليمتد لاحقا إلى
القنصليات الأجنبية فاحرقوا القنصلية الإيرانية وحاصروا القنصلية الأمريكية”.
وأضافت أنه ” وكما متوقع، فان جلسة البرلمان الجديد ليوم السبت الماضي، التي
حضرها العبادي وبعض الوزراء المعنيين بالأزمة، لم تسفر سوى عن تراشق الاتهامات
بالتقصير بين الحكومة والأحزاب، وتأكيد رئيس الوزراء ان “الفراغ السياسي ساهم في
تفاقم التظاهرات”، محذرا من “تحول الخلاف إلى السلاح مع وعود بدعم مالي عاجل
للمحافظة” بحسب قولها.
,أوضحت أنه ” وفي كل الأحوال، لا يتوقع المراقبون صدور قرارات حاسمة من حكومة
تصريف الأعمال لتلبية مطالب المتظاهرين، حيث سيترك تطبيقها إلى الحكومة المقبلة، مع
توقعات بتعمد بعض القوى افشال جلسة البرلمان لكي لا تحسب انجازا للصدر والعبادي،
وسط تشاؤم من امكانية تحقيق إصلاحات حقيقية في أوضاع البصرة والعراق عموما، ما دامت
المحاصصة والفساد والفشل في إدارة الدولة هو السائد ، والحقيقة انه ليس مستغربا
تفجر الأوضاع في البصرة بعد ان تابع العراقيون بقلق شديد وخيبة أمل، وقائع الجلسة
الأولى للبرلمان الجديد، التي فشلت خلالها القوى السياسية في الاتفاق على اختيار
رئاسة البرلمان، واختلفت على تحديد الكتلة الأكبر التي تشكل الحكومة، فكررت تمسكها
بنهجها في الصراع على السلطة وامتيازاتها التي تعد بالنسبة للساسة أهم من الروابط
العقائدية أو القومية والمصلحة الوطنية، بعيدا عن معاناة الشعب العراقي وتدهور
أوضاعه، وسط مخاوف من تمكن الجناح المتشدد من السيطرة على مقاليد السلطة ما يعني
استمرار التدهور واغتيال أي آمال بالتغيير والإصلاح ” بحسب قولها .
وبينت أنه ” وفي مؤشر لخطورة تصاعد الخلاف ( الشيعي
الشيعي ) ، حذر 11 فصيلا مسلحا في الحشد الشعبي، من ما سماه بـ”مؤامرة لتشكيل حكومة
هزيلة ” ، مشيرين إلى وجود “مؤامرة جديدة نسج خيوطها التحالف الانكلو أمريكي وتورط
معهم بعض الساسة العراقيين” ، ولتؤكد الفصائل ان «هذه المؤامرة الدنيئة لن تمر
أبداً» وهو ما عده المراقبون تهديدا علنيا بإفشال الحكومة التي يشكلها ائتلاف
سائرون وبكل الوسائل ” بحسب المصادر .
ولم يعد خافيا ان الاحزاب المتصارعة على السلطة، مصممة على أستغلال التظاهرات في
البصرة وتأجيجها، ضمن معركة تشكيل الحكومة، لذا وجهت اتهامات إلى الأحزاب المتنافسة
بانها تعمدت إفشال كل الإجراءات التي أقدمت عليها حكومة العبادي لتنفيذ وعودها
بتقديم الخدمات والإصلاحات لأهالي البصرة، وذلك من أجل فقدان الثقة بين الحكومة
والمتظاهرين الذين لم تظهر لهم حتى الآن قيادة واضحة معروفة منذ اندلاع تظاهرات
الاحتجاج.
|