أنهى رئيس الوزراء السابق “نوري المالكي”، ورئيس البرلمان السابق “أسامة النجيفي”،
ثماني سنوات من الخصومة بينهما، بلقاء جمعهما، مساء الخميس، لمناقشة إمكانية تشكيل
كتلة تمتلك الأغلبية البرلمانية، في تطور لافت يعكس طبيعة الوضع السياسي في العراق
القائم على المصالح الشخصية والبحث عن المناصب بأي ثمن.
وقال مصدر صحفي في تصريح له إن “لقاءات الليلة الماضية، شهدت تطوراً ملحوظاً
في طبيعة التحالفات السياسية المقبلة، بعد أن أنهى رئيس الوزراء السابق “نوري
المالكي”، ورئيس البرلمان السابق “أسامة النجيفي”، ثماني سنوات من الخصومة بينهما،
بلقاء جمعهما، مساء الخميس، لمناقشة إمكانية تشكيل كتلة تمتلك الأغلبية
البرلمانية”.
وقال مصدر مقرب من تحالف القرار العراقي برئاسة النجيفي في تصريح صحفي ان
“لقاء النجيفي (من قيادات تحالف المحور الوطني)، رئيس ائتلاف دولة القانون، بحث
إمكانية تشكيل كتلة برلمانية قادرة على اختيار الرئاسات الثلاث (رئاسة البرلمان،
ورئاسة الوزراء، ورئاسة الجمهورية)، والاتفاق على التشكيلة الحكومية الجديدة”.
وأوضح أنّ “اللقاء لا يعني وجود اتفاق نهائي بين النجيفي والمالكي”، مشيراً
إلى أنّ “هناك توجّهاً في تحالف القوى السنية الجديد، بوجوب الوجود مع الجهة
الشيعية التي ستكون قادرة على تشكيل الكتلة الكبرى”.
وبيّن المصدر أنّ “لقاء النجيفي والمالكي، تم بوساطة قام بها مستشار الأمن
الوطني “فالح الفياض” رئيس كتلة “عطاء”، داخل “تحالف النصر” الذي يرأسه “حيدر
العبادي”، متحدثاً عن “أنباء تفيد بنية الفياض الانشقاق عن تحالف (النصر)،
والالتحاق بالكتلة الكبرى في حال اتفق النجيفي والمالكي وزعماء آخرون على تشكيلها”.
وكشف المصدر، أنّ تحالف “المحور الوطني” يتحرّك على أكثر من طرف “شيعي” فائز
بالانتخابات، مؤكداً أنّ قيادات بالتحالف التقت، الليلة الماضية، رئيس تحالف
“الفتح” (الجناح السياسي لمليشيا الحشد الشعبي) لمناقشة إمكانية تشكيل الكتلة
الكبرى”.
وأضاف أنه “لغاية الآن، لم يتم حسم منصب رئيس البرلمان المخصص عرفاً للسنة”،
لافتاً إلى أنّ “هناك خلافات كبيرة بشأن هذا المنصب الذي يطالب به أكثر من طرف
سني”.
على صعيد متصل، قال عضو في تحالف النصر في تصريح صحفي إنّ “التحالف عقد
اجتماعاً مع قيادات في تحالفات “سائرون” برئاسة “مقتدى الصدر” والحكمة برئاسة “عمار
الحكيم” والوطنية برئاسة “إياد علاوي”، وممثلين عن قوى سنية، مؤكداً أنّ الاجتماع
ناقش مسألة تشكيل “الكتلة الكبرى”.
وأشار العضو إلى أنّ “المجتمعين اعتبروا اللقاء، “الخطوة الأولى نحو تشكيل
الأغلبية البرلمانية”، مرجّحاً أنّ “الأيام المقبلة ستشهد اتصالات مع قوى كردية
لضمها إلى جبهة (العبادي – الصدر) المناوئة للتحالف الذي يريد المالكي تشكيله”.
الجمعة ٥ ذو الحجــة ١٤٣٩هـ - الموافق ١٧ / أب / ٢٠١٨ م