تتسارع خطى المفاوضات في بغداد لحسم ملف المرشح لشغل منصب رئيس البرلمان الجديد،
حيث انحصرت المنافسة على المنصب بين أربع شخصيات، هم وزير الدفاع السابق “خالد
العبيدي” عن قائمة النصر، ومحافظ الأنبار “محمد الحلبوسي”، ومحافظ صلاح الدين “أحمد
الجبوري”، ونائب الرئيس “أسامة النجيفي”.
وقال مصدر صحفي في تصريح له إن “أطراف العملية السياسية في العراق تتجه إلى
تثبيت التوازنات الطائفية التي يقرها نظام المحاصصة، وذلك من خلال التفرغ لحسم صفقة
الرئاسات الثلاث، وتجاوز مرحلة الفراغ التي رافقت الخلاف بشأن نتائج الانتخابات
والمرور إلى الفرز اليدوي”.
وأضاف المصدر أن “خطى المفاوضات في بغداد تتسارع لحسم ملف المرشح لشغل منصب
رئيس البرلمان الجديد، الذي سيكون على الأرجح “سنيا”، كما جرت عليه العادة منذ
العام 2005”.
وبين المصدر أنه “وفقا للسياقات الدستورية =، فإن انتخاب رئيس البرلمان
الجديد، يجب أن يتم في الجلسة الأولى من الفصل التشريعي الأول لمجلس النواب
المنتخب، ما يعني أن المدة الفاصلة بين المصادقة على النتائج وموعد الجلسة الأولى،
يجب أن تتمخض عن اتفاق”.
وأوضح المصدر أن “منصب رئيس البرلمان ينتمي إلى باقة ما يعرف بـ”الرئاسات
الثلاث”، التي تضم أيضا رئاسة الحكومة ورئاسة الجمهورية، ولا يمكن انتخاب رئيس
للبرلمان، من غير حسم صفقة الرئاسات الثلاث مجتمعة”.
وأشار مصدر سياسي مطلع في تصريح صحفي إلى أن “كواليس المنطقة الخضراء، شديدة
التحصين، التي تضم مقر الحكومة وعددا من سفارات كبرى الدول، تشهد منذ أيام حراكا
تفاوضيا سنيا مستمرا للاتفاق على مرشح لرئاسة البرلمان”.
وأوضح المصدر أن “المصادر أربعة تطرح خيارات سنية لهذا المنصب لا يملك أحدها
أي أفضلية حتى الآن، والمرشحون لرئاسة البرلمان هم وزير الدفاع السابق “خالد
العبيدي” عن قائمة النصر، ومحافظ الأنبار “محمد الحلبوسي”، ومحافظ صلاح الدين “أحمد
الجبوري”، ونائب الرئيس “أسامة النجيفي””.
وتابع المصدر أن “هذه الشخصيات الأربع هي التي تتنافس على منصب رئيس البرلمان
حاليا، من دون أن تكون لأي منها أفضلية بسبب عدم وضوح الرؤية”.
وبمجرد الإعلان عن النتائج، يجب على البرلمان الجديد أن ينعقد في غضون أسبوع،
لجلسة يرأسها أكبر أعضائه سنا، بشكل مؤقت، يتم خلالها انتخاب الرئيس الدائم
للبرلمان.
وتقول المصادر إن “ائتلاف النصر، الذي يحاول رئيسه ورئيس الوزراء الحالي
“حيدر العبادي”، الحصول على ولاية ثانية، يجهز العبيدي لرئاسة البرلمان”.
من جهته أفاد مصدر صحفي بأن “ائتلاف النصر سيدفع بـ”خالد العبيدي” إلى منصب
رئيس البرلمان، في حال فشل “حيدر العبادي” في الحصول على منصب رئيس الوزراء لدورة
ثانية”.
وأردف المصدر أن “هذا الخيار قد ينال دعم مختلف الأوساط الشيعية، بسبب
الشعبية التي يتمتع بها وزير الدفاع السابق”، ولكنه ليس مطروحا بشكل علني الآن،
نظرا لتمسك العبادي بترشحه إلى الولاية الثانية”.
وأكد مصدر صحفي في تصريح له أن “العبيدي يواجه منافسا شرسا ينحدر من محافظة
الأنبار، وهو “محمد الحلبوسي”، الذي فاجأ الجميع بحصوله على أكثر من 40 ألف صوت
خلال الانتخابات داخل دوائر محافظته، ويشغل الآن منصب محافظ الأنبار، ويبدو أنه
يطمح لمنصب أكبر، حيث يعرف الحلبوسي بالطموح الكبير، ويرتبط بعلاقات وثيقة مع عائلة
“الكرابلة” بزعامة رجل الأعمال “جمال الكربولي”، الذي ارتبط اسمه بعلاقات إقليمية
مثيرة للجدل وملفات فساد”.
واكمل المصدر أن “الخيار الثالث يتمثل في محافظ صلاح الدين “أحمد الجبوري”،
الذي وُجّهت إليه منذ أعوام تهم كثيرة وكبيرة بالفساد من دون إدانته”.
وشدد المصدر على أن “الخيار السني الرابع لرئاسة البرلمان، يتمثل في نائب
رئيس الجمهورية أسامة النجيفي، الذي سبق أن تولى المنصب نفسه خلال ولاية المالكي
الثانية بين 2010 و2014”.
السبت ٢٩ ذو القعــدة ١٤٣٩هـ - الموافق ١١ / أب / ٢٠١٨ م