الوشم ، ظاهرة غريبة غزت بكثرة المجتمع العراقي عقب عام 2003 ، بعد ان كان اقتصارها
في قرون مضت على بضع كلمات على أيدي الرجال، أو رموز عادة ما تكون خطوطاً من نوع
معين ، تزخر بها ذقون وظاهر كف “الجدات” ، حيث كانت تعتبر من ضمن الأمور الكمالية
أو الجمالية لسيدات القرن الماضي ، لكن اليوم، تعدى ذلك في العراق، إذ باتت تغزو
المجتمع ، ولكلا الجنسين، وبأشكال وألوان ورموز وكلمات مختلفة، وما زالت رغم
انتشارها محل جدل داخل الشارع العراقي بين القبول والرفض لهذه الظاهرة التي يراها
بعضهم أنها تعبير عن شخصية الشاب أو الشابة التي تضع الوشم.
واكدت مصادر صحفية مطلعة نقلا عن شاب عراقي بالقول “عملت الوشم تعبيراً عن
حبي لأمي وأبي، لبعدهم منّي، وكان الوشم عبارة عن اسمَي أمي وأبي” ، مضيفا “تؤلمني
عملية الوشم بعض الشيء، لكن حبي لأهلي ، وبعد المسافة بيننا يستحقان عملية الصبر
على الوجع”.
واضافت نقلا عن شاب اخر ، أنه بعدما كان يرسم على الأوراق، يرسم الآن على
الأجسام “، وأنه نجح في ذلك، بعد ان كان له العديد من المشاركات في المعارض كرسام
تشكيلي ” ، مضيفا ان “حبي وشغفي للرسم دفعاني إلى أن أرسم وشماً على جسم صديقي من
خلال التجربة، وطورت نفسي بعد تلك التجربة، حتى صار لي اسم وشهرة في هذا المجال ،
لكن حلمي لن يتوقف على المحلية، فلي طموح أن أصل إلى العالمية، بعدما نلت شهرتي في
العراق، ولي زبائن من بلدان عربية أيضاً” بحسب قوله .
وبينت نقلا عن احدى الفتيات بالقول “كنت أخجلُ من الدخول في محل والجلوس تحت
يد رجل يعمل لي التاتو، لكن صديقتي نصحتني، وأخذتني معها يوماً، ورأيت أن التاتو
يجعلني أكثر جمالاً” ، مؤكدة أنها ” لن تذهب إلى أي محل لعمل التاتو، إلا من خلال
سمعة المحل ومهنيته ،” مبينة ان “هذه الرسمة التي كنت أريد أن أحصل عليها، وإنّ أي
خطأ في التاتو يحدث كارثة، وأنا معجبة بهذا الموديل ويستهويني” بحسب قولها .
ونقلت المصادر عن احد الواشمين بالقول “مارست عمل التاتو كهوية أما الآن فهي
مهنتي، ولي في هذه المهنة خمسة أعوام، وعندي زبائن من جميع محافظات العراق، وتختلف
الأسعار بالنسبة للوشم من حيث الحجم والنوع”، مضيفا “حاولت الحصول على وظيفة في
إحدى مؤسسات الدولة ولكن تم رفضي بسبب الوشم ، بعدما قاموا بعملية الفحص الكامل
للجسم، ومن وقتها وانا اعمل في مجال رسم الوشم ” بحسب قوله .
الاحد ٢٤ شــوال ١٤٣٩هـ - الموافق ٠٨ / تمــوز / ٢٠١٨ م