على الرغم من الحديث عن شراكة بين الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي “الناتو”
لتدريب القوات المشتركة وميليشياتها في العراق ، بحجة عدم السماح للارهاب من العودة
مجددا للبلاد ، الا ان صحيفة “واشنطن تايمز” كشفت في عددها الاخير ، عن نية وزارة
الدفاع الأمريكية “البنتاغون” تجميد الخطط الخاصة بالعراق ، عقب اجراء الانتخابات
البرلمانية الاخيرة وماصاحبها من صراعات سياسية مستعرة ودخول ايران على خط فض
النزاعات السياسية وتدخلها في تشكيل الحكومة الجديدة .
وبحسب الصحيفة التي نقلت عن مسؤولين أمريكيين قولهم ، فإن ” الخطة التي كانت
موضوعة بشأن العراق، وهي طويلة الأمد كما هو الحال في أفغانستان، تم تجميدها بالوقت
الحالي، على الرغم من الالتزام المتزايد من قبل حلف شمال الأطلسي هناك، والذي يمكن
له أن يكون خطوة كبيرة “.
وكان الأمين العام لحلف الناتو قد قال في مؤتمر صحفي عقب تجمّع لوزراء دفاع
الحلف، إن “العدد المحدَّد لهذه المهمّة، سواء فيما يتعلَّق بعدد المقاتلين الذين
سيعتمدهم الحلف أو الدول الشريكة بخصوص مهمّة العراق، سيتم تحديده خلال القمّة
السنوية للناتو، والمقرَّر انعقادها الشهر المقبل”.
وأضاف في تصريحه اننا “نعتقد أن أفضل سلاح لدينا هو تدريب القوات المحلية
لتحقيق الاستقرار في بلادها ومحاربة الإرهاب بنفسها، ولقد نشر الناتو مقاتليه في
عمليات قتالية كثيرة، وقد يحدث أننا نحتاج مرة أخرى للقيام بهذه المهمَّة، لكن على
المدى البعيد نعتقد أن استراتيجية تدريب قوات محلية أفضل”.
من جانبه قال وزير الدفاع الأمريكي، “جيمس ماتيس”، إن “مهمّة التدريب الجديدة
لحلف الناتو في العراق هي جزء من الجهود المتواصلة لقمع ومحاربة الارهاب “، مشددا
على أن” مهمَّة حلف شمال الأطلسي في العراق لن تمضي قدماً ما لم يكن هناك تعاون
صريح من بغداد لاسيما بعد تشكيل الحكومة الجديدة “.
وكانت مصادر في وزارة الدفاع الأمريكية قد قالت قبل قمة الناتو إن ماتيس
يعتزم تقديم خطة أمريكية لتوسيع عملية التدريب العسكري للقوات في العراق ويجعلها
مثل أفغانستان، لكن نتائج الانتخابات العراقية الأخيرة، وعدم الثقة بالوضع الأمني
والسياسي في العراق عقب الانتخابات، دفعت البنتاغون للتحرّك ببطء لتنفيذ هذه الخطة
بانتظار تشكيل الحكومة الجديدة ببغداد.
يشار الى ان الولايات المتحدة التي وقفت ودعمت رئيس الوزراء المنتهية ولايته”
حيدر العبادي”، في الانتخابات التي جرت في الـ 12 من مايو الماضي، فوجئت على ما
يبدو بفوز تيار “سائرون” التابع لمقتدى الصدر، الذي حلّ أولاً، بينما حلّ تحالف
“الفتح” الذي يضمّ مليشيات مدعومة إيرانياً بالمركز الثاني، في حين حل العبادي
ثالثاً.
الاربعاء ٦ شــوال ١٤٣٩هـ - الموافق ٢٠ / حـزيران / ٢٠١٨ م