في ظل أزمة المياه الخانقة التي تمر بها البلاد ، بعد جفاف نهر دجلة ، نتيجة التخبط
الحكومي وغياب التخطيط الاستراتيجي في ملف المياه منذ الاحتلال ، توقع وزير المواد
المائية “حسن الجنابي” ، اليوم السبت ، انخفاضا في إيرادات المياه لم يشهده العراق
منذ أكثر من 8 عقود، فيما اشتكى من “السيطرة المحكمة” التي تفرضها كل من تركيا
وإيران على روافد المياه المتجهة إلى بلاده.
وقال الجنابي في تصريح صحفي إن “الشح الحالي مسألة طبيعية فاقمتها سيطرة
الدول على روافد ومنابع المياه، حيث فرضت تركيا سيطرتها المحكمة على الروافد ببناء
خمسة سدود، وكذلك إيران عبر إنشاء عشرات السدود الصغيرة”.
وأضاف الجنابي أن “العراق في حاجة إلى استنفار جهوده السياسية والديبلوماسية
والاقتصادية، والتحرك لحماية حقوقه المائية في ظل عدم وجود اتفاقات دولية مع الدول
المحيطة ، مبينا أن العلاقة مع تلك الدول على رغم تحسنها الكبير، لكنها في حاجة إلى
العمل والحوار”.
وتابع الجنابي أنه “منذ مطلع العام 2017 تمثل إيرادات العراق من المياه 50 في
المئة من المعدل المطلوب، ونتوقع أن تكون إيرادات العراق من المياه 30 في المئة مع
نهاية العام الحالي وهي أقل نسبة منذ العام 1931”.
وقلل الجنابي من أهمية مخاوف العراقيين من نتائج أزمة المياه ، وبين ان
“وضعنا ليس كارثياً وهو مشابه لأوضاع شهدناها سابقاً، وأزمات الشح متكررة في العالم
ويجب أن نتعاون في ما بيننا لتجاوزها”.
من جانبه اعتبر النائب عن ائتلاف دولة القانون “منصور البعيجي” أن “قرار
الحكومة التركية بتأجيل ملء سد أليسو لم يحل مشكلة أزمة المياه بين البلدين ،
معتبرا أنه مجرد حل موقت سينتهي خلال أيام، وستعود أزمة شح المياه بعد انتهاء المدة
والعودة بملء السد من الجانب التركي”.
واتهم البعيجي أنقرة بأنها “تستخدم ملف المياه مع الدول المجاورة لها كورقة
ضغط عليها للحصول على مكاسب أكثر على اعتبار أنها دولة المنبع ، داعيا الحكومة
العراقية إلى إيجاد حل يدفع تركيا إلى التوقف عما تقوم به”.
يذكر ان آثار ملء سد “أليسو” التركي بدأت بالظهور خلال الايام الماضية، على
نهر دجلة في العاصمة بغداد ومدينة الموصل، وذلك بعد انخفاض مناسيب المياه إلى حد
كبير، ما أثار رعب المواطنين العراقيين من جفاف سيضرب مناطقهم ومحاصيلهم الزراعية.
الاحد ٢٦ رمضــان ١٤٣٩هـ - الموافق ١٠ / حـزيران / ٢٠١٨ م