برغم تمتع محافظة البصرة بثروة نفطية هائلة إلا أن تلك الثروة لا تنعكس على حياة
المواطنين الذين يعانون من تردي الخدمات الأساسية من كهرباء وماء وغيرها، في ظل
إهمال الحكومة لتطوير مصادر المياه وتأهيلها، وفي هذا السياق يعاني اهالي قرية
الخردة بناحية سفوان غرب البصرة، من شح المياه أكثر من النفط، مما جعلهم يحفرون
بئرهم الوحيد الذي يسقون به زرعهم وحيواناتهم ويغسلون به ملابسهم بعدما عجزت الدولة
عن توفير ماء الإسالة لهم منذ سنوات.
وقال أحد مواطني القرية ويدعى “عبد الله جاسم” في تصريح صحفي إن “ازدياد
الكثافة السكانية في الآونة الأخيرة في القرية وبعدها الجغرافي عن مركز البصرة، أثر
بشكل كبير على مواردها خصوصاَ في الجانب الزراعي الذي تأثر كثيراً بترسيم الحدود”،
مبينا أن “القرية تفتقد لأي منفذ مائي يطل عليها فلجأت لحفر الآبار الارتوازية التي
أصبحت شبه معدومة”.
وأضاف جاسم أنه “يطالب بتوفير الخدمات من ماء الإسالة ومحطة للتحلية بعد أن
ملّوا شراء الماء من السيارات الحوضية”، مؤكدا أن “المنطقة الآن تعيش فقط على بئر
واحد”.
من جانبه أفاد عضو المجلس البلدي في قضاء سفوان “راضي طعمة زعلان” في تصريح
صحفي بأنه “لا يوجد حل غير اللجوء إلى الآبار الارتوازية من خلال التنسيق مع الجانب
الكويتي”، موضحا أن “صحة البصرة حذرت من الآبار الارتوازية بسبب احتواءها على مواد
سامة”.
وبين زعلان أنه “يدعو الحكومة إلى الالتفات لقرية الخردة وتوفير البديل رغم
عدم وجود عجز في الميزانية وتخصيصات تمنحهم أبسط الخدمات والحقوق”.
على صعيد متصل قال مدير الهيئة العامة للمياه الجوفية في البصرة “عبد الجبار
السعيدي” أن “دائرته تمكنت من حفر أكثر من ألف بئر للنفع العام في المدارس
والمستشفيات والدوائر الحكومية والشوارع والحدائق العامة”، مبينا أن ” الهيئة لديها
سعي لحفر خمسين بئرا بديلا هو مشروع توفير المياه البديلة لقضاء الزبير الذي يعاني
من شح المياه خصوصا في فصل الصيف”.
وأوضح السعيدي أن “هذه الآبار ستكون للغسل وسقي المزروعات في الشوارع ولتعويض
عن كثير من المياه الصالحة للشرب وللتخفيف عن ماء الإسالة”، لافتا إلى أن “المشروع
الآن في مكتب محافظ البصرة وبانتظار الموافقات الرسمية للبدء به”.
وتابع السعيدي أن “جميع تكاليف حفر الآبار كانت على الدائرة والوزارة، أما
اليوم فالطرفين أصبحا لايستطيعان القيام بهذه العملية الصعبة لوجود التقشف المالي”.
الجمعة ٣ رمضــان ١٤٣٩هـ - الموافق ١٨ / أيــار / ٢٠١٨ م