( الناتو ) يحرص على بقاء قواته في العراق والسيطرة عليه




شبكة ذي قار

تسعى القوات الأجنبية المتواجدة في العراق – بذريعة محاربة الإرهاب – إلى تمديد تواجدها ، رغم إعلان حكومة بغداد انتهاء العمليات العسكرية في البلاد ، ولكن بذريعة جديدة وهي تدريب القوات المشتركة ، حيث يسعى حلف  الناتو  إلى إثبات حضوره في العراق من الباب العسكري وكل ما له علاقة بالمؤسسة العسكرية العراقية.

وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ( الناتو ) “ينس ستولتنبرغ” في تصريح صحفي “إننا نقوم بتدريب القوات العراقية، ومستمرون بدعم بغداد، ومساندتها، والتعاون معها في التدريب، وبناء الأكاديميات العسكرية، والتزويد بالخبرات”.

ويأتي الدور الذي يلعبه  الناتو  من أجل منع تسلل مقاتلي ( داعش ) إلى أوروبا، وجعله محصورا في منطقة الشرق الأوسط حصرا، ولذلك جاء دور  الناتو  لتدريب الجيش العراقي ليكون على استعداد لمواجهة أي تنظيم مسلح قد يظهر مستقبلا، لكن الملفت للنظر أن وجود  الناتو  سيقتصر على تدريب العسكريين العراقيين على عمليات إزالة القنابل، والقذائف التي زرعها ( داعش ) ولم تنفجر ، لكنه لن يرسل عسكريين لمهام قتالية.

وخلق وجود  الناتو  في العراق إشكالية قانونية داخلية عراقية خاصة بعد أن أكدت اللجنة القانونية النيابية أن تواجد ، وبقاء قوات حلف شمال الأطلسي ( الناتو ) في العراق يحتاج إلى قرار من الأمم المتحدة، وموافقة مجلس النواب العراقي، وقالت عضو اللجنة “عالية نصيف” أن “حلف الشمال الأطلسي  الناتو  يجب أن يحصل على قرار من الأمم المتحدة لبقاء قواته في العراق ، مؤكدة أن أي تواجد عسكري يحتاج لشرعية دولية ، وأضافت أنه ليس من حق الحكومة العراقية أن تطلب البقاء على الوضع العسكري الاجنبي مع إعلانها الانتهاء من الحرب ، مشيرة إلى أن مثل هذه المواقف تحتاج إلى قرارات دولة، وشعب، وليس علاقات أشخاص ، في الوقت الذي أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ستولنتبرغ أن قوات الحلف ستبقى في العراق إلى أجل غير مسمى بناء على طلب حكومي.

وقد حسم النائب العراقي “جاسم محمد جعفر” الجدل على وجود قوات  الناتو  في العراق بالقول إن “موضوع بقاء القوات الأجنبية يحتاج إلى موافقة البرلمان، أما قضايا التدريب، والتأهيل، والتقنيات، والاستشارة، فمن صلاحيات رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة “حيدر العبادي” وليس في حاجة إلى موافقة البرلمان ، واضاف جعفر أنه حتى وأن وجد طلب خطي من رئيس الوزراء لحلف الشمال الأطلسي للبقاء في العراق للتدريب، والاستشارة، والمساعدة التقنية وليس في الموضوع مخالفة قانونية. مؤكدا أن هناك اتفاقية عسكرية بين العراق وأمريكا لعدم إفساح المجال لإقامة معسكرات داخل الأراضي العراقية ، أما حاجة المدربين من صلاحية العبادي”.

والأكثر من ذلك سبب تواجد  الناتو  في العراق منذ عام2003 ولحد الان تخلل في الاجماع الأوروبي في تأييد وجود قوات  الناتو  في العراق بسبب عدم وجود ارادة سياسية في تقسيم مهام  الناتو  لأن فرنسا، وألمانيا، وبلجيكا، وأسبانيا لازالت تصر على الفصل بين دور أطلسي محدود في العراق لتأهيل كوادر القوات العراقية خارج العراق وبين التزام فعلي، وصريح في هذا البلد، وتقول الدول الأربعة ( أنه في الامكان التعامل بشكل ثنائي، أي بين كل دولة والعراق في المرحلة القادمة دون تمكين  الناتو  من دور رسمي،وبين موقف يرفض الحلف والذي بات أكثر قدرة حاليا على تجـاوز الانشـقاق في صـفوفه.

وبالرغم من كل ما ذكر فإن تاريخ وجود  الناتو  في العراق منذ الاحتلال الأمريكي عام 2003 ولحد الان كان له العديد من التداعيات على العراق بحسب صحيفة القدس العربي ، وكما تحددها إحدى الدراسات وكما يأتي:

تنطلق رؤية  الناتو  من موقف سلبي، مسبق من شيعة العراق، مبني على أساس صبغة طائفية سنية تصب في المشروع الأمريكي لإقامة إقليم سني في المنطقة الغربية، تلعب فيه تركيا، والسعودية دورا مؤثرا وهو ما يترتب عنه هدرا للسيادة الوطنية العراقية، ومحاولة للإخلال بالتوازنات الإقليمية.

أن تجاهل الغرب للواقع السكاني العراقي، حيث الأغلبية الشيعية، والتداخل الجغرافي، والإنصهار الاجتماعي، وتوزيع النشاط الاقتصادي الخ قد يزيد الأزمات العراقية تعقيدا، وينسف العديد من مشاريع التوافقات السياسية القائمة، وينأى بالعراق بعيدا عن أي فرص استقرار ممكنة.

تراهن الولايات المتحدة الأمريكية على تسليح المناطق السنية، ومنحها نفوذ سياسي أكبر للعب دور أساسي في الحرب على الإرهاب، غير أنها تكاد تجهل طبيعة الصراعات الداخلية للاقليم السني نفسه، فهناك تنافس في النفوذ العشائري، وتنافس حتى على مستوى التبعية الإقليمية، وكل هذه التناقضات وغيرها ستترجم نفسها ( بفوضى خلاقة ) تشمل الساحة السنية، وتعزز فرص عودة الجماعات الإرهابية مجـددا.

ويحاول  الناتو  تغيير الصورة السابقة له عبر تبني دور جديد في العراق محل التحالف الدولي بعد هزيمة ( داعش ) ، إذ أكدت “أور سولا فون دير لاين” وزيرة الدفاع الألمانية أنه “بعد الهزيمة التي مني بها ( داعش ) في العراق يجب أن نركز الآن على إعادة إعماره كي تكون الحكومة العراقية قادرة في السنوات المقبلة على العودة إلى الاستقرار ، مؤكدة أن الجيش الألماني سيلبي طلبا للحكومة المركزية في بغداد لتقديم المساعدة للعراقيين تتضمن بناء وزارة للدفاع، وطرق تقديم الامدادات الطبية”.

وبالرغم من تبرير  الناتو  لوجوده في العراق في مجال التدريب، ومساعدة الجيش العراقي لوجستيا، ورفع كفاءته القتالية، إلا أن وجوده هناك أحدث نوعا من التحسس الإقليمي وخاصة من إيران، حيث أعلنت عن رفضها بشكل صريح مساعي حلف الشمال الأطلسي ( الناتو ) إقامة قاعدة عسكرية دائمة في العراق حيث أكد “علي أكبرولايتي” مستشار قائد الثورة في إيران للشؤون الدولية أنه من غير الممكن أن يكون للامريكان حضور في شرق الفرات، وأن جبهة المقاومة لاتسمح بوجود قاعدة للناتو في الشرق الأوسط.

ولم تقف الولايات المتحدة الأمريكية على الحياد من هذا التحسس الإيراني من وجود  الناتو  في العراق، بل تؤكد في كل مناسبة أن وجوده في العراق مهم، وتدعم توسيع دوره هناك، لأنها بنظرها تعد ركيزة أساسية جديدة للأمن عبر الأطلسي، وغايتها الرئيسية من ذلك هو الحفاظ على قوتها، ومصالحها التي تمتلكها وهذا ما أكده مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق “أنتوني ليك” بقوله “أننا سنقوم بكل ما يلزم للدفاع عن هذه المصالح الحيوية، وهي سبب وجود قواتنا العسكرية، وستبقى كذلك ما دامت هناك دول، وما دامت طبيعة البشر لم تتغير” ، وعليه وظفت واشنطن الحلف عسكريا ليديم لها أنتشارها الخارجي، ويوفر لها القواعد الضرورية لخدمة ذلك الانتشار، كما أنه ومن خلاله يتم قيادتها للعالم الرأسمالي بوجودها في أكثر المناطق حيوية، فضلا عن ما يوفر لها هذا الحلف من ميزات للحيلولة دون تكون إئتلافات، أو تحالفات ضدها، فضلا عما يقدم لها الحلف من مساعدات في حربها ضد الإرهاب.



الجمعة ١١ شعبــان ١٤٣٩هـ - الموافق ٢٧ / نيســان / ٢٠١٨ م


اكثر المواضع مشاهدة

عمود قصير - الى / الفضائيات والصحف ( العراقية والعربية والأجنبية ) الغراء : امامكم تقريراً موثقاً عن المنجزات الكبيرة والخطيرة التي حققها ( العبادي ) لإيران .. ( الرسالة الرابعة )
مكتب الثقافة والإعلام القومي - المنصة الشبابية / حرب المصطلحات التفتيتية للهوية العربية والقضية الفلسطينية ( الجزء الثالث ) الشرق الأوسط الجديد
صحفي عراقي - إضافة لكونه عميل فإنه كذاب ... إبراهيم الزبيدي نموذجا ً.. مع العتب على موقع كتابات الذي يدافع عنه
القيادة العامة للقوات المسلحة - بيان القيادة العامة للقوات المسلحة رقم ( ١٧١ ) في الذكرى السادسة والثلاثين لتحرير مدينة الفاو
أبو الحسن علي - سيادة العراق في خبر كان بعد الإحتلال
نعـــي - الشهيــد الفــريــق الــركــن محمــود فيــزي الهــزاع
منظمة الرصد والمعلومات الوطنيه - معلومات موثقه بالصور //رئيس الوزراء ( نوري المالكي ) ارهابيا وقاتلا محترفا بالامس وقاتل وارهابي في العراق بعد الاحتلال ونضع امام الكونكرس الامريكي وكل برلمانات دول العالم معلومات عن العلماء العراقيين المختطفين ودور المالكي وحزب الدعوه ومليشيات احزاب ايران في عمليات الاختطاف ومكان تواجدهم
الحمله الوطنيه لفضح جرائم حكومة الاحتلال العمليه - تقدم اجمل التهاني والتبريكات لاهلنا بالعراق والوطن العربي والعالم بعيد ميلاد السيد المسيح عليه السلام
الرفيق خالد السلطاني - البعـــــــث والاســــــــــلام
نقـــابـــة الســـادة الاشـــراف - تـديـن الـدعــوات الطـائفيــة لقتـل المسلميـن
قــائــد عظيــم يـــرثيـــه شــاعـــر عظيــــم - قصيدة الشاعر الكبير المرحوم عبد الرزاق عبد الواحد في رثاء القائد العظيم الرئيس الشهيد صدام حسين
ججو متي موميكا - كأسك ياعراق ... الكل يرحل
ماهر التويتي - رمز شيطاني في علم إيران
عمود قصير - الى رئيس وأعضاء مجلس كونكرس حزبي ( الفيل والحمار ) الامريكي : امامكم شكوى ضد الاختراق الديمقراطي لكلابكم البوليسية قبة البرلمان الطائفي في المنطقة الغبراء
داود الجنابي - من قتل السيد محمد صادق الصدر / الحقائق ( ح٣ والاخيرة )
أحدث الاخبار المنشورة
٢٧ / كانون الثاني / ٢٠٢٤