الواقع المرير للجانب الايمن من مدينة الموصل بمحافظة نينوى وتحديدا المدينة
القديمة منها ، وما حل به من دمار وخراب كبيرين ، وحولها الى مقبرة كبيرة تضم جثث
الاف المدنيين من اهل الموصل الذين دفنوا احياءا تحت انقاض بيوتهم ، وبالرغم من
تعمد الجهات الحكومية ومن يساندها اخفاء حقيقة ماجرى في الموصل ، الا ان الناشطين
المياديين من ابناء الموصل واهلها يحاولون تسليط الضوء وكشف الحقائق المخفية من
مناطق الجانب الايمن غربي مدينة الموصل.
واكدت مصادر صحفية مطلعة نقلا عن اخرى محلية بالقول ان ” جولات الناشطين لم
تكن هي الجولة الاولى في المنطقة القديمة بغرب الموصل ، لاسيما التي يقوم بها
الطالب الجامعي والناشط المدني “بندر العكيدي”، التي كانت من اصعب رحلاته “.
واوضحت المصادر ان ” العكيدي، يعمل ضمن فريق هو رئيسه لرفع الانقاض واعادة
احياء المنطقة القديمة، في الموصل، وكان له مشروع في الاشهر الماضي، لرفع الانقاض
من خلال “الدنابر” وهي آلة نقل صغيرة تشبه الى حد كبير التكتك “.
وبينت المصادر ان ” العكيدي البالغ من العمر 22 عاما، يدرس علم النفس ” ، وان
“الزيارة الاخيرة للمدينة القديمة تم ملاحظة ومشاهد بشكل مروع ، الجثث المتفسخة
والمكدسة مع بعضها ، وتحديدا الجثث التي كانت في حي القليعات بالمنطقة القديمة، وهو
الحي الذي تدمر بشكل كامل، خلال الحرب التي انتهت في تموز / يوليو الماضي “.
واضافت المصادر ان ” الناشط الموصلي بين ان البلاغات التي وصلت الى المنظمات
المدنية تشير الى ان المئات بل الالاف قضوا تحت انقاض المدينة ، لاسيما سكان الحي
ومن فر اليهم من الاحياء المجاورة” ، مبينا ان ” تلك الجثث تسببت بحالات اختناق ضمن
الفريق وكذلك الدوران بالرأس، مبينا انها المرة الاولى التي يحدث الامر فيها، رغم
انه زار العديد من احياء القديمة مرارا وتكرارا في الفترة الماضية” ، محذرا من
“تحول تلك الجثث في الوقت القريب جدا الى اوبئة ستهدد الموصل بشكل كامل”.
واشارت المصادر الى انه ” وورد ابلاغ قبل يومين في حدود العاشرة صباحا للدفاع
المدني بوجود اكثر من عشرة جثث، لكنها متفسخة ، حيث توجهت قوة من الدفاع المدني
التابع لمحافظة نينوى، الى حي القليعات المدمرة وهو اخر جزء في المنطقة القديمة من
جهة نهر دجلة وبالاشتراك مع فرق من الصحة وقوة من الشرطة، تمكنوا من انتشال 19 جثة
بينها 14 جثة تعود لنساء “.
الثلاثاء ٨ شعبــان ١٤٣٩هـ - الموافق ٢٤ / نيســان / ٢٠١٨ م