يعاني القطاع الصحي في العراق من الإهمال الحكومي له، الأمر الذي تسبب في انتشار
العديد من الأوبئة والأمراض بين المواطنين، ويعتبر العراق من أكثر بلدان العالم
التي ينتشر بها مرض السل، ونتيجة للفشل الحكومي في مكافحة هذا المرض تعمل المنظمة
الدولية للهجرة على بذل الجهود اللازمة لتخفيف عبء هذا المرض بالتعاون مع عدد من
المنظمات العاملة في المجال الإنساني وكذلك وزارة الصحة .
وقال مصدر صحفي في تصريح له إنه “خلال عام ٢٠١٧ ،وصلت مساعدات الطاقم الطبي
التابع للمنظمة الدولية للهجرة في العراق إلى أكثر من ٧٢ ألف شخص، بما في ذلك
النازحين واللاجئين والعائدين وأعضاء المجتمع المضيف األكثر تضررا من خالل توفير
جلسات تعزيز الصحة من أجل تحديد وإحالة حاالت السل المشتبه بها”.
وأوضح المصدر أنه “وخلال نفس الفترة، دعمت المنظمة الدولية للهجرة برنامج
العراق المحلي لمكافحة السل بإجراء فحص طبي ألكثر من ٨٠٠,٨ حالة مشتبه بها ومعالجة
١٣٥ شخص من المصابين الجدد بالسل”.
وأضاف المصدر أنه “في حفل افتتاح اليوم العالمي لمكافحة السل الذي أقيم في
بغداد في ٢٤ آذار، شكرت وزارة الصحة وعدد من المنظمات غير الحكومية المنظمة الدولية
للهجرة في العراق على العمل الواسع النطاق الذي تقوم به المنظمة لمكافحة داء السل
في البلاد”.
وقال رئيس الجمعية العراقية لمكافحة داء السل والأمراض الصدرية “ظافر هاشم
سلمان”، في تصريح صحفي إنه “في السنوات القليلة الماضية، لعبت المنظمة الدولية
للهجرة في العراق دورا مكافحة السل وخاصة في المناطق التي تضررت بشدة جراء النزاع
المسلح والنزوح.”
و أضاف سلمان أنه،” كان الدعم الذي قدمته المنظمة الدولية للهجرة من خالل
حملة التوعية حول مرض السل بالغ الأهمية ، حيث تم الفحص والكشف عن الحالات المشتبه
بها في المجتمعات المختلفة وقامت منظمة الهجرة بتقديم أجهزة تشخيصية وأدوية حديثة”.
ووفقا للموجز المحلي لمنظمة الصحة العالمية في العراق حول السل فإن “معدل
إصابة 43 لكل 100 ألف شخص في العراق عام 2016 يجعل هذا البلاد لديه أعلى معدل
النتشار مرض السل بين البلدان المجاورة”.
من جانبه قال رئيس وحدة الطوارئ الصحية للمنظمة الدولية للهجرة في العراق
“نضال عودة”، في تصريح صحفي إن “سبب ارتفاع معدل المصابين يعود للصراع الطويل الأمد
مع المرض وتوقف العلاج بسبب عدم القدرة على الوصول إلى خدمات مكافحة السل، وعدم
الامتثال الصارم للأدوية المطلوبة لمدة ستة أشهر، كل هذا أدى إلى أن يكون العراق في
وضع غير موات مقارنة بجيرانه، كما تسهم العوامل الاجتماعية مثل قلة المعرفة عن مرض
السل والتوعية في انتشار المرض في بعض المناطق العراقية، بهذا النزاع الذي امتد
لسنوات، كما أن العديد من أنظمة الصحة العامة المحلية والمرافق الصحية حديثة المنشأ
تأثرت تأثرا عميقا بعدم امتلاك معدات طبية مثل أجهزة الأشعة السينية أو المختبرات
لكشف وتأكيد عدوى مر السل”.
ويضيف الدكتور نضال، أنه “ينصب تركيزنا على مجتمعات النازحين واللاجئين
والعائدين وأفراد المجتمع المضيف الأكثر تضررا، لا سيما في المناطق التي يصعب
الوصول إليها.”
الجمعة ٢٠ رجــب ١٤٣٩هـ - الموافق ٠٦ / نيســان / ٢٠١٨ م