( مطار المثنى ) يتحول إلى سجون سرية وثلاجات موتى




شبكة ذي قار

توسعت الحكومة في اعتقال المدنيين من مناطق حزام بغداد الشمالي والغربي بهدف إحداث تغيير ديموغرافي في تلك المناطق على أسس طائفية، وفي هذا السياق لم يعد مطار بغداد قاعدة عسكرية وإنما قام  رئيس ائتلاف دولة القانون “نوري المالكي”، بإضافة سجن سري داخله ضم آلاف المعتقلين من مناطق حزام بغداد، كما يتم فيه الاحتفاظ بجثث المقاتلين لأيام قبل تسليمها لذويها.

وقال مصدر صحفي في تصريح له إن “هذا المطار، الذي استقبل عشرات الزعماء والملوك العرب منذ مطلع القرن الماضي، وفيه كانت غرفة عمليات الجيش العراقي في المعارك الفلسطينية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي، وصَدم تصميمه المعماري وسعته آنذاك دول الشرق الأوسط، لم يدم طويلاً، فبعد بناء مطار بغداد الدولي، بين العامي 1979 و1982، قلّت أهمية مطار المثنى وتغيرت وظيفته، ليصبح ذات طابع عسكري صرف لسلاح الجو ونادي هواة الطيران الشراعي، ثم مقراً عسكرياً للاستخبارات”.

وأوضح المصدر أن “مطار المثنى تعرض للقصف خلال الهجوم الأميركي على بغداد في أعوام 1991 و1993 و1995 و1998، كما أمطرته الطائرات الأميركية بصواريخٍ عنقودية، في هجوم جوي يُعد الأعنف على بغداد خلال الحرب على العراق في العام 2003، ولم يهدأ الوضع بعد ذلك، إذ تكررت عمليات استهدافه بالقصف الصاروخي مئات المرات خلال سنوات الاحتلال الأميركي للبلاد، وذلك جراء اتخاذ القوات الأميركية له مقرا لها، إلى جانب المنطقة الخضراء، وبعد انسحاب القوات الأميركية، قامت استخبارات الجيش بشغله قبل أن تزاحمهم أحزاب عدة ووزارات أخرى على المطار، حيث يتواجد فيه اليوم، وتحديداً في صالة استقبال المسافرين، أحد مقرات حزب الدعوة الإسلامية، وذلك ضمن الجزء المقابل لمحطة سكك الحديد العالمية”.

وبين المصدر أنه “لم يبق وضع مطار المثنى على حاله كقاعدة عسكرية ومقر لحزب الدعوة، إذ عمد رئيس الحكومة السابق، “نوري المالكي”، إلى إضافة سجن “سري” داخله، ضمّ آلاف المعتقلين من مناطق حزام بغداد الشمالي والغربي، بتهم غالبيتها تمثلت بالإرهاب والتعاون الخفي مع جماعات إجرامية، بعد ابتكار ما يعرف بـ”المخبر السري”، الذي اعتمدته السلطات ، والذي بسببه ظلم الآلاف، من الذين لم يعرف لهم طريق إلا بعد سنوات، وبعضهم لا يعرف مصيره حتى الآن”.

وتابع المصدر أنه “يقع المعتقل في بناية المستودعات ضمن الجزء الجنوبي للمطار من جهة منطقة الوشاش، وبقي سرياً بين العامين 2007 و2011 قبل أن تكشف عنه منظمات محلية ودولية، ما اضطر رئيس الحكومة السابق إلى اعتباره سجناً عسكرياً، بإشراف الفريق “حاتم المكصوصي”، أحد أذرع المالكي القمعية في العراق، وما زال السجن يضم آلاف المعتقلين، الذين أمضى بعضهم عدة سنوات بلا محاكمات ولا تهم واضحة، وأعلن رئيس لجنة حقوق الإنسان النيابية، “عبد الرحيم الشمري”، عن وجود 1200 معتقل في مطار المثنى، مشيراً إلى أنهم من أبناء الموصل، ويقبعون في المعتقل بلا محاكمات “.

وتابع المصدر أن “المطار اعتبر مركزا لتسليم قتلى الجيش وميليشيا الحشد، وبات مشهد البوابة الجنوبية له محزناً حيث النحيب الذي لا ينقطع عند الباب من قبل ذوي القتلى، وبذلك دخل المطار مرحلة لم يشهدها منذ تأسيسه وحتى اليوم، ولا يزال يستقبل جثث المقاتلين التي يتم حفظها في الثلاجات لأيام قبل تسليمها إلى ذويها”

. وأكد ضابط في وزارة الدفاع أن “مطار المثنى تبدلت وظيفته إلى مكان لتلقي جثث عناصر الجيش والشرطة والحشد الشعبي”، مبيناً أن “هذا الأمر لم يخلُ هو الآخر، كما كل شيء في العراق، من الفساد، إذ أصبح بعض الضباط المتواجدين في قاعدة المثنى يساومون أهالي القتلى على مبالغ مالية لقاء تسليم جثث قتلاهم بسرعة”.

وأضاف الضابط، أن “المطار ما زال يستقبل جثث كل قتلى المعارك في مناطق العراق الشمالية والغربية، بالإضافة إلى قتلى القوات العراقية التي تتعرض إلى كمائن وهجمات”.

وأكمل المصدر أن “الوظيفة الأخرى التي ألقيت على أكتاف المطار كانت من خلال انتزاع جزء من أرضه واستغلالها كمقر عام لقناة “آفاق” الفضائية الناطقة باسم حزب الدعوة، بزعامة “نوري المالكي”، فضلاً عن قاعة اجتماعات للحزب، وتم إضافة أبنية جديدة في المكان واستحداث باب منفصل للدخول إليه”.

وأردف المصدر أنه “وعلى الطرف الآخر، تم استخدام ما تبقى صالحاً من المدرج العسكري كنقطة إسعاف جوي عسكري لمروحيات “مي 35″ الروسية، حيث يتم بالعادة نقل المسؤولين الحكوميين والشخصيات المهمة أو الإصابات الحرجة المستعجلة من مناطق المعارك إلى بغداد”.



الجمعة ٢٠ رجــب ١٤٣٩هـ - الموافق ٠٦ / نيســان / ٢٠١٨ م


اكثر المواضع مشاهدة

عمود قصير - الى / الفضائيات والصحف ( العراقية والعربية والأجنبية ) الغراء : امامكم تقريراً موثقاً عن المنجزات الكبيرة والخطيرة التي حققها ( العبادي ) لإيران .. ( الرسالة الرابعة )
مكتب الثقافة والإعلام القومي - المنصة الشبابية / حرب المصطلحات التفتيتية للهوية العربية والقضية الفلسطينية ( الجزء الثالث ) الشرق الأوسط الجديد
قــائــد عظيــم يـــرثيـــه شــاعـــر عظيــــم - قصيدة الشاعر الكبير المرحوم عبد الرزاق عبد الواحد في رثاء القائد العظيم الرئيس الشهيد صدام حسين
صحفي عراقي - إضافة لكونه عميل فإنه كذاب ... إبراهيم الزبيدي نموذجا ً.. مع العتب على موقع كتابات الذي يدافع عنه
منظمة الرصد والمعلومات الوطنيه - معلومات موثقه بالصور //رئيس الوزراء ( نوري المالكي ) ارهابيا وقاتلا محترفا بالامس وقاتل وارهابي في العراق بعد الاحتلال ونضع امام الكونكرس الامريكي وكل برلمانات دول العالم معلومات عن العلماء العراقيين المختطفين ودور المالكي وحزب الدعوه ومليشيات احزاب ايران في عمليات الاختطاف ومكان تواجدهم
القيادة العامة للقوات المسلحة - بيان القيادة العامة للقوات المسلحة رقم ( ١٧١ ) في الذكرى السادسة والثلاثين لتحرير مدينة الفاو
نبيل احمد الجلوب - إهداء إلى روح القائد صدام حسين شهيد الحج الأكبر والأضحى المجيد ورفاقه الشهداء على مذبح العزة والكرامة العربية وإلى كل المقاومين في العراق وفلسطين والأحواز وكل الشرفاء في العالم
نعـــي - الشهيــد الفــريــق الــركــن محمــود فيــزي الهــزاع
الحمله الوطنيه لفضح جرائم حكومة الاحتلال العمليه - تقدم اجمل التهاني والتبريكات لاهلنا بالعراق والوطن العربي والعالم بعيد ميلاد السيد المسيح عليه السلام
د. أبا الحكم - قصيدة لشاعر إيران الشهير ( مصطفى بادكوبه ئي ) تحمل سموماً فارسية مجوسية زرادشتية ضد العرب والأسلام
داود الجنابي - من قتل السيد محمد صادق الصدر / الحقائق ( ح٣ والاخيرة )
أبو الحسن علي - سيادة العراق في خبر كان بعد الإحتلال
الدكتور ثروت اللهيبي - من تاريخ العرب البلاغي - وصف عصام الكندية أم إياس بنت عوف بن محلم الشيباني
الدكتور ثروت اللهيبي - هَدمْ '' نصب اللقاء '' في بغداد المُحتله - هـدَمَ اللــهُ تعــالى مَــنْ اصــدرَ قــرارَ هــدمـهِ ...؟!
ماهر التويتي - رمز شيطاني في علم إيران
أحدث الاخبار المنشورة
٢٧ / كانون الثاني / ٢٠٢٤