دمار هائل خلفته العمليات العسكرية على مدينة الموصل والتي استمرت لنحو تسعة أشهر ،
حيث حولت هذه العمليات – التي رافقها قصف متواصل على الأحياء السكنية – الموصل إلى
أكوام من الركام والأنقاض ، في غضون ذلك ، تواجه مدينة الموصل تحدياً كبيراً، بعد 9
أشهر من القتال العنيف، بوجود كميات هائلة من الأنقاض الناتجة عن تدمير واسع النطاق
للبنية التحتية والمنازل.ومشكلة كيفية التعامل معها، خاصة أن هذه الأنقاض غالباً ما
تكون مختلطة مع المواد غير المنفجرة والمفخخات والمواد الخطرة الأخرى المحتملة،
إضافة للجثث التي تركت تحت هذه الأنقاض، ولم يتم رفعها حتى الآن.
وقال موقع البيان في تقرير له إنه “اعتماداً على تقييم الأضرار من تحليل صور
الأقمار الصناعية التي قام بها برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية وبرنامج
البيئة، تشير التقديرات إلى وجود نحو 8 ملايين طن من الأنقاض التي خلفتها العمليات
العسكرية في الموصل، والتي تعادل ثلاثة أضعاف حجم الهرم الأكبر في الجيزة”.
وأضاف الموقع أن “حسن بارتو مدير برنامج البيئة التابع للأمم المتحدة يقول في
ورشة عمل أقيمت لتقييم الأضرار إنه بعد نحو تسعة أشهر من تحرير الموصل، نعتقد أن
الوقت قد حان الآن للتخطيط لإزالة الأنقاض بطريقة منظمة، لضمان القيام بذلك بشكل
صحيح، وهذا ليس فقط من الناحية الاقتصادية، ولكن كون التخلص من الأنقاض، دونما
تخطيط مسبق، يمكن أن يخلق مخاطر صحية وبيئية خطرة، ومسؤوليات اقتصادية مرهقة في
المستقبل”.
وتابع الموقع أن “المنسق الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية
مازن طلعت، من جانبه يرى أن وضع خطة شاملة لإدارة الأنقاض تعتمد على الأدلة، وتمكن
من التخلص من الأنقاض وإعادة تدويرها بطريقة بيئية أمر أساسي لضمان عودة سكان
الموصل إلى المدينة وإعادة بناء منازلهم واستعادة سبل العيش بطريقة مستدامة”.
وبين الموقع أن “ورشة العمل جمعت بين الإدارات الحكومية الرئيسة في الموصل
لتنفيذ جهود إزالة الأنقاض، مع خبراء في إزالة الألغام والمتفجرات، موضوع المباني
التاريخية، والمسائل القانونية، والبيئة، وممثلين من المجتمعات المحلية والقطاع
الخاص، كما شاركت منظمات الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية الأخرى”.
وأكد الموقع أن “خبراء متخصصون في مجال إدارة الأنقاض قدموا النتائج التي
توصلوا إليها من التقييم الميداني الشامل في الموصل ونظام وضع سيناريوهات لإزالة
الأنقاض على أساس منهجيات تشغيلية مختلفة، وقد قام المشاركون في حلقة العمل بمراجعة
السيناريوهات استناداً إلى أولوياتهم، وسيساعد ذلك على إكمال عملية تخطيط إدارة
الأنقاض”.
ولفت الموقع إلى أنه “في نهاية ورشة العمل، اتفق المشاركون على ضرورة وضع خطة
توجيهية لإدارة الأنقاض في المدينة تضم كل المعنيين وتوفر خريطة طريق لتوجيه جميع
الجهات الفاعلة، وتم الاتفاق على إنشاء لجنة لتطوير خطة تشاركية لإدارة الأنقاض
بقيادة بلدية الموصل وبمشاركة المعنيين”.
وأشار الموقع إلى أن “وكالات الأمم المتحدة من جانبها أعربت عن اهتمامها
القوي بدعم بلدية الموصل في تطوير خطة إدارة الأنقاض والمساعدة في حشد الدعم من
شركاء التنمية من أجل تنفيذها”.
السبت ١٤ رجــب ١٤٣٩هـ - الموافق ٣١ / أذار / ٢٠١٨ م