لتشكيل حكومة أغلبية سياسية، وقطع الطريق أمام رئيس الحكومة “حيدر العبادي”
لتشكيل تحالف واسع يؤمن له الوصول لهرم السلطة والاستحواذ عليها ، يسعى نائب رئيس
الجمهورية وزعيم حزب الدعوة “نوري المالكي”، استمالة القائد في مليشيا الحشد الشعبي
“هادي العامري” ، للتحالف معه، بعد الانتخابات البرلمانية المقررة في مايو/أيار
المقبل ، رغم شدة الخلافات والصراعات السياسية التي كانت بين الجانبين خلال السنوات
الماضية .
وقال مصدر سياسي فضل عدم الكشف عن اسمه في تصريح صحفي إنّ “المالكي ما زال يواصل
مساعيه لإقناع بعض الجهات السياسية للتحالف معه بعد الانتخابات، بغية تشكيل حكومة
أغلبية سياسية”، مبيّناً أنّ المالكي “يصب جل اهتمامه بتحالف الفتح، وهو يعمل
حالياً على استمالة القيادي فيه هادي العامري، من خلال تقديم عروض كبيرة له
ولتحالفه في الحكومة المقبلة”.
وأوضح، أنّ المالكي “عرض على العامري وزارات سيادية، وأخرى غير سيادية، محاولاً
من خلالها الاتفاق معه على التحالف، وقطع أي محاولة لرئيس الحكومة حيدر العبادي
للتقرّب إلى تحالف الفتح من جديد”، مؤكداً أنّ “الحوارات لم تفض حتى الآن إلى شيء
واضح، ولم تنتج اتفاقاً رسمياً، لكنّها بلغت مراحل متقدمة، من الممكن أن تؤشر إلى
تقارب كبير بين الجانبين”.
وأشار إلى أنّ “التقاطعات بين الجانبين كبيرة إلى حد ما، وكلاهما يحتاج التحالف
مع الآخر، لكنّ كلاً منهما يريد أن يحقق لتحالفه نصيباً أكبر في الحكومة المقبلة”،
مؤكداً أنّ “الطرفين في حال اتفقا رسمياً، لن يعلنا هذا الاتفاق، بل سينتظران إلى
إعلان نتائج الانتخابات”.
وبعد تفكك “التحالف الوطني” الحاكم في العراق، الممثل للكتل الشيعية، أصبح من
غير الممكن لأي من التحالفات الجديدة التي انبثقت عنه، تشكيل الحكومة ما لم تتحالف
فيما بينها ، حيث كان “تحالف الفتح”، الذي يمثل زعيم ميليشيا بدر في الحشد الشعبي ”
هادي العامري” أحد أبرز قياداته، قد انشقّ عن تحالفه مع “العبادي” ، بينما تحدّثت
مصادر سياسية، في حينها، عن إمكانية إعادة التحالف بينهما بعد الانتخابات.
|