يرفض الكثير من النازحين العودة إلى مناطقهم بسبب شيوع الانفلات الأمني وتردي
الخدمات بها، لكن الملاحظ هو أن العديد من النازحين يعودون إلى المخيمات مرة أخرى
بعد أن جربوا الرجوع إلى مناطقهم وعانوا من الانفلات الأمني وظروف الفقر الشديد
والإهمال والبيوت المدمرة والمتضررة حيث لا يوجد كهرباء أو ماء.
وبحسب صحيفة “المدى” فقد قالت “رقيّة سليم”، وهي أم لستة أطفال، التي كانت
تجلس على بساط في خيمة أحد مخيمات النازحين “لقد طردونا من منزلنا وسرقوا كل أثاث
البيت وأغراضاً ثمينة .”
وأضافت رقية أن “زوجها تم قتله مشيرة إلى أن الاشخاص الذين أجبروها على تكرار
النزوح قالوا لها إن “هذه الاشياء تعود إلى مسلحي ( داعش )”.
وبين رقية أن ” العودة للبيت ليس ضمن خياراتها الآن” .
وأوضحت صحيفة “المدى”، أنه “بينما توجد هناك موجات من الناس عائدة لبيوتها
نجد من جانب آخر تزايداً في أعداد شاغلي مخيمات النازحين” .
وقال “أردلان معروف”، مدير أحد مخيمات منظمة الهجرة الدولية في شمال العراق،
إن “الغالبية من موجات النازحين الجدد هم من الذين هربوا من ظروف الفقر الشديد
والإهمال ومن بيوتهم المدمرة والمتضررة حيث لا يوجد كهرباء أو ماء”.
وأضاف معروف أنه “خلال الأسابيع الأخيرة كان يصل مئات من الناس إلى هذا
المعسكر يومياً، وكمعدل هو أقل من نصف عدد الاشخاص المغادرين تقريباً، مشيراً إلى
أن معسكرات أخرى شمال البلاد تحدثت عن نفس الارقام .”
وتابع معروف أن “أغلب الأسر تعاود النزوح بسبب مشاكل مالية والافتقار إلى
الخدمات ومشاكل أمنية… كثير من العوائل يعبّرون عن خشيتهم على حياتهم.”
ويقول مدير أحد معسكرات النزوح إنه ” إذا تم توفير مزيد من الخدمات للمدن
والقرى المحررة وتوفير مساعدات إنسانية لها فسيستغرق ذلك وقتاً طويلا لتشجيع بعض
العوائل على الرجوع، مضيفا أنه سنبقى هنا في إدارة المعسكر طالما بقي فيه ناس،
ولكننا بحاجة الى خطة نسهّل فيها عودة النازحين إلى بيوتهم .”
الاربعاء ٢٠ جمادي الثانية ١٤٣٩هـ - الموافق ٠٧ / أذار / ٢٠١٨ م