تسببت السرقات التي قامت بها الميليشيات المتنفذة خلال العمليات العسكرية التي
شهدتها عدد من محافظات العراق، في تأجيج الأوضاع الاجتماعية في محافظات الجنوب
وإشعالها، خاصة بعد أن تم استخدام الأسلحة التي سرقتها تلك الميليشات في النزاعات
العشائرية في محافظة البصرة وعددا من محافظات الجنوب.
ونقلت الانباء عن مسؤولين في المحافظات الجنوبية
قولهم إن “غالبية السلاح الذي يستخدم في النزاعات العشائرية المسلحة جاء عن طريق
سرقات السلاح التي حصل عليها ميليشي الحشد الشعبي من أبناء البصرة خلال العمليات
العسكرية”.
وشهدت عدد من مناطق محافظة البصرة مواجهات عشائرية مسلّحة، استخدمت فيها
أسلحة متوسطة، كقذائف الهاون، والقاذفات المحمولة على الكتف، فضلاً عن الأسلحة
الخفيفة، وتسببت بسقوط ضحايا بين الطرفين.
من جهته أوضح مصدر في الشرطة أن “المواجهات تسببت بمقتل شخص واحد وإصابة ما
لا يقل عن 30 آخرين”.
من جهته قال عضو مجلس أعيان البصرة، “علي فاضل” إنّ “مسألة النزاعات
العشائرية المسلحة أصبحت تمثل عقدة تعيق القوت الحكومية في البصرة، مشيراً إلى أن
أبناء عشائر المحافظة عادوا من جبهات القتال وهم يحملون معهم أسلحتهم الثقيلة
والمتوسطة والخفيفة”.
وبين فاضل لـ”العربي الجديد”، أنّ “نسبة كبيرة من مقاتلي الحشد الشعبي هم من
أبناء البصرة، وبعدما انتهت المعارك عاد هؤلاء بسلاحهم، وانخرطوا من جديد ضمن صفوف
عشائرهم”، كاشفاً أنّ أبناء العشائر يرفضون تسليم أسلحتهم”.
وتابع فاضل أن “الخطر يكمن في استخدام مثل هذه الأسلحة بالنزاعات العشائرية،
كما شاهدنا أمس، والذي تحول إلى معركة عنيفة بين عشيرتين في الهارثة باستخدام سلاح
متوسط وخفيف”، مبيناً أنّ القوات المحلية في البصرة لا يمكن أن تحسم هذه المسألة
بسبب الخشية من الصدام مع العشائر”.
الجمعة ٩ جمادي الاولى ١٤٣٩هـ - الموافق ٢٦ / كانون الثاني / ٢٠١٨ م