مع تفشي الفقر في العراق توسعت بشكل غير مسبوق تجارة الأعضاء البشرية في البلاد،
حيث انتشر أطباء وسماسرة يقومون بإتمام عمليات البيع في المستشفيات، وذلك في ظل سوء
الأوضاع الاقتصادية وارتفاع نسبة البطالة وضعف قدرة المواطنين على تلبية حاجاتهم
اليومية الأساسية.
ونشرت صحيفة ( الخليج أونلاين ) تقريرا جاء فيه أنه ” بالقرب من أحد
المستشفيات وسط العاصمة العراقية بغداد، يجلس المواطن “مهند العزاوي” مفترشاً الأرض
ساعات طويلة، متأملاً من يأتي إلى شراء الكلى أو أحد الأعضاء البشرية لإنقاذ حياة
مريض له”.
ويقول العزاوي إن “الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها هو وأفراد عائلته
المكونة من 9 أشخاص وعدم قدرته على توفير بدل الإيجار ومتطلبات المعيشة، دفعته لعرض
كليته للبيع؛ وذلك لإنقاذ عائلته وأطفاله الصغار من الموت جوعاً، مضحياً بصحته التي
لا تقدر بثمن من أجلهم”.
وأضاف العزاوي أن “بيع الأعضاء البشرية جريمة كبيرة بحق الإنسان، لكن انتهاك
حقوقهم في العراق وانتشار البطالة بسبب الأزمة الاقتصادية التي يعيشها العراقيون
وعدم توافر فرص عمل، هو ما يدفعهم لبيع أعضائهم”، لافتاً إلى أنه “عرض كليته للبيع
منذ عدة أسابيع، لكنه لغاية اللحظة لم يحصل على السعر الذي يرغب فيه رغم قلَّته،
والبالغ 10 آلاف دولار”.
وأشار العزاوي إلى أنه “في بعض المستشفيات، تباع الكلى عن طريق الأطباء
والسماسرة الذين يتعهدون للمريض أو ذويه بإحضار من يرغب في بيع كلاهم”، منوهاً إلى
أن “بيع الكلى أصبح تجارة مربحة لسماسرة بيع الكلى داخل المستشفيات”.
من جهتها، تحدثت مصادر طبية عن وجود عصابات داخل المستشفيات في العراق لسرقة
الأعضاء البشرية من الجثث مجهولة الهوية التي تُحضر بشكل يومي، ومن ثم بيعها بأسعار
خيالية.
السبت ٣ جمادي الاولى ١٤٣٩هـ - الموافق ٢٠ / كانون الثاني / ٢٠١٨ م