أهملت حكومات الاحتلال المتعاقبة جميع الجوانب في البلاد ، وطال الإهمال المواقع
الأثرية ومعالم العراق التاريخية ، حيث بات نصب الحرية في العاصمة بغداد مهدد
بالسقوط نتيجة هذا الإهمال ، ذلك النصب الذي يعتبر من معالم بغداد الجميلة والذي
يقع في ساحة التحرير وسط العاصمة ، حيث أن هذا المعلم معروف لدى جميع العراقيين
ويعتبر من الفنون الراقية التي نفذها الفنّان الراحل “جواد سليم” (1921 – 1961)
وبقي شاخصاً مع كلّ التقلّباتِ السياسيّة والأحداث الكبيرة التي مرّت على البلاد ،
وصارَ مرتبطاً فعلاً بالذاكرة الجمعيّة لعموم العراقيّين ، ويعرف هذا المكان أيضا
بتجمع المتظاهرين للتعبير عن مطالبهم وموقفهم مما يجري في البلاد والعملية السياسية
، ويشهد هذا المعلم الجميل هشاشة ورخاوة ، وهو مهمل من قبل حكومة بغداد.
وقال النحّات العراقي “علوان العلوان” الذي يعمل في وزارة الثقافة أن “أمانة
العاصمة غير متعاونة ولا يهمّها الأمر على الإطلاق ، بل ربّما تتمنى إزالة النصب،
وتتجاهل إشراك العديد من الجهات المتخصّصة التي يمكنها أن تساهم في وضع حلول ممكنة
، ولفت إلى أن الأمر ينطبق على معالم بغدادية أخرى ، والتي يتمّ تجاهلها أو ترميمها
بشكل عشوائي وباستخدام مواد غير مناسبة”.
وأضاف العلوان أن “شركة إيطالية لم تطلب سوى توفير الحماية لكوادرها مقابل
ترميم نصب الحرية بالمجان ، وقوبل طلبها بالرفض”.
من جهته أبدى الفنان “صدام الجميلي” “تخوّفاً من عمليات ترميم خاطئة قد تقوم
بها الجهات المختصّة مثلما حدث مع تمثال “كهرمانة” الذي جرى تشويهه وطلاء البرونز
بلون ذهبي لامع ، مشيراً إلى ضرورة أن يحال الأمر على خبراء في الترميم”.
الجمعة ٢ جمادي الاولى ١٤٣٩هـ - الموافق ١٩ / كانون الثاني / ٢٠١٨ م