تتواصل السجالات السياسية حول ملف إعادة إعمار المدن العراقية المدمرة بفعل
العمليات العسكرية بحجة مكافحة الارهاب فيها ، إذ بدأ عدد من القوى والأحزاب
السياسية ضمن التحالف الحاكم بالبلاد بطرح شروطا لتمرير بند إعمار المدن ضمن موازنة
البلاد لعام 2018 ، تتمثل بالأساس في أن يشمل البند المدن الجنوبية أيضا والتي لم
تشهد عمليات عسكرية كغيرها من مدن وسط وغرب العراق وشماله .
واكدت مصادر صحفية مطلعة نقلا عن سياسية مسربة أن ” الجهات السياسية اعتبرت
ان المدن الجنوبية في العراق شاركت في استعادة مدن وسط وشمال وغرب االعراق وتضررت
بشكل غير مباشر وهو ما قد يهدد بنسف جهود تخصيص الأموال اللازمة لإعمار المدن التي
تعرضت لدمار شبه كامل “.
وقال رئيس كتلة حزب الدعوة البرلمانية، النائب “خلف عبد الصمد “، في بيان
صحافي ، إنّ “كل المحافظات العراقية قد تأثرت بالإرهاب ، بين الحين والآخر، كما أنّ
محافظات الوسط والجنوب والبصرة على سبيل المثال مازالت تعاني الكثير جرّاء الحروب
والحصار وسياسة الأرض المحروقة “، مؤكدا أنّ “تلك المحافظات بحاجة إلى إعادة إعمار
جذرية”.
وشدد عبد الصمد على “ضرورة شمول جميع محافظات العراق بالخطة الوطنية لإعادة
الإعمار التي وافق عليها المجلس”، معتبرا أنّ هذا “التمييز بين المحافظات لا يصب في
إطار المصلحة الوطنية، ويثير الكثير من التساؤلات”، داعيا الفعاليات الاجتماعية
والسياسية ومنظمات المجتمع المدني إلى “التحرك للتعريف بمأساة الخدمات في البصرة
وسائر المحافظات الجنوبية”، مشددا على “ضرورة تحقيق العدالة في التعامل مع
المحافظات، وألا تكون الدوافع الأساسية هي الحاكمة في هذه القرارات السيادية”.
من جهته، قال عضو المجلس المحلي لمدينة الموصل، “رافد الحمداني ” في تصريح
صحفي إنّ “سيطرة أحزاب وجهات سياسية على مركز القرار في العراق سيحول دون أي خطوات
فعلية لإعمار المناطق المستعادة “، مبينا أنّ “هذه الخطوات لإشراك المحافظات
الجنوبية بملف الإعمار يدل على رفض إعمار مناطقنا” ، مشيرا إلى أنّ “المناطق
المحررة غير صالحة للسكن، وبعضها مسوى في الأرض، فكيف تتساوى مع المحافظات
الجنوبية، التي يعيش أهلها بأمان منذ سنوات طويلة”، داعيا إلى “عدم التعامل طائفيا
في هذا الملف الإنساني”.
يشار إلى أنّ أغلب المناطق التي تم استعادتها في محافظات نينوى والأنبار
وصلاح الدين، لم تعد صالحة للسكن، بسبب الخراب والدمار الذي تعرضت له في المعارك،
والقصف العشوائي (الحربي والمدفعي ) ، بينما لم تحرك الحكومة ساكنا لأجل إعمارها ،
في وقت قدرت وزارة التخطيط نسبة الأضرار المادية بأكثر من 100 مليار دولار في المدن
المستعادة .
الثلاثاء ١٥ ربيع الثاني ١٤٣٩هـ - الموافق ٠٢ / كانون الثاني / ٢٠١٨ م
