معاناة المدن والمحافظات المدمرة لم تنته عند انتهاء العمليات العسكرية والقصف
العشوائي عليها من قبل القوات المشتركة وميليشياتها وباسناد من مدفعية وطيران
القوات الحكومية والتحالف الدولي ، بل تتواصل الى معاناة مستمرة تتمثل باعادة اعمار
مادمرته تلك الغارات الغاشمة ، والتي تكون بين سلسلة وعود لانهاية لها من قبل
الجهات الحكومية في بغداد وادارات المحافظات المحلية التابعة بولائها لحكومة بغداد
، وماتشهده مدن الانبار المدمرة خير دليل على معاناة متفاقمة بشكل مزر .
واكدت مصادر محلية ان ” اغلب المناطق في محافظة الانبار تعاني من تردي
الخدمات بعد ان تضررت البنى التحتية خلال العمليات العسكرية وغياب الدعم الحكومي عن
اعادة الاعمار، كما أن الاهالي يعانون ايضا من انعدام التعويضات او سرقتها على ايدي
المسؤولين، وهذه الازمات متواصلة بعد عودة الاهالي نزوحهم الى معاناة اكبر ،
ولاسيما في المناطق الغربية من المحافظة “.
وبينت المصادر ان ” الاقضية والنواحي الواقعة غرب الانبار تعاني من دمار شبه
كامل للدوائر الخدمية مع غياب مشاريع اعادة اعمارها ما تنذر بكارثة تهدد اوضاع تلك
المناطق كما تعرقل عودة النازحين الذين لا زالوا في مخيمات النزوح، كما أن
التعويضات تتعرض للسرقة على يد جهات وشخصيات سياسية، وكان اخرها شكوى تقدم بها احد
مواطني مدينة الرمادي الذي تعرض منزله لدمار كامل ، وان لجنة اعمار الرمادي قيمت
اعادة الاعمار بـ120 مليون دينار ، الا انه لم يستلم سوى 20 مليون ، متسائلا عن
مصير باقي قيمة المبلغ ، متهما مسؤولي المحافظة بالوقوف وراء سرقة اموال الاعمار “.
الاثنين ٧ ربيع الثاني ١٤٣٩هـ - الموافق ٢٥ / كانون الاول / ٢٠١٧ م