طالبت بعثة الأمم المتحدة في العراق “يونامي” اليوم الاحد ، السلطات الحكومية في
بغداد ، باتخاذ تدابير حقيقية ولازمة لحماية المدنيين في قضاء طوز خورماتو بمحافظة
صلاح الدين ، ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات التي وقعت منذ منتصف تشرين الأول/ أكتوبر الماضي ، عقب اقتحام القوات المشتركة وميليشيات الحشد الشعبي
لمناطق القضاء وغيرها من المناطق المتنازع عليها .
وقالت “يونامي” في بيان صدر عنها ، إن فِرَقٌ من بعثة الأمم بزيارة للأحياء
الكوردية بشكلٍ أساس في طوزخورماتو المختلطة عِرقياً ودينياً، وذلك في أعقاب نقل
السلطة الأمنية في المنطقة في تشرين الأول/ أكتوبر” ،
مشيرة إلى أنه “منذ اندلاع أعمال العنف في طوز خورماتو ، تلقّت يونامي عدداً من
الادعاءات بوقوع إساءاتٍ وانتهاكاتٍ لحقوق الإنسان، لاسيما فيما يتعلق بوقوع خسائرَ
بشريةٍ بين المدنيين وادعاءين بالعنف الجنسي، ولا تزالُ هذه الحوادث قيد التحقيق،
كما تلقّت يونامي، وحققت في عدد كبير من الادعاءات المتعلقة بتدمير الممتلكات ،
وادّعى عددٌ من المصادر والشهود أن مدنييِن وأفراداً في جماعاتٍ مسلحةٍ تركمانيةٍ
نفّذوا هذه الأفعال فضلاً عن تخويف السكان، الذين غادر العديد منهم المدينةَ خوفاً،
ولا تزال هوية مرتكبي هذه الأفعال غيرُ معروفة” .
وأوضح البيان أن “يونامي تلقّت تقاريراً عن هذه الحوادث من نازحين من طوز
خورماتو متواجدين حالياً في كركوك والسليمانية وأربيل، ومن قواتٍ حكوميةٍ وأمنيّةٍ
، وتقاريرَ إعلاميةٍ و من صحفيين وممثلين مجتمعيين وسياسيين ومنظماتٍ غير حكوميةٍ
وطنيةٍ ودولية، وعزا العديدُ من النازحين العنفَ إلى التوتّرات بين المجتمعَين
(الكوردي والتركماني-
الشيعي)، وادّعوا أن الكثير من عمليات التدمير والنهب
وقعت بعد أن غادر السكّانُ الكُوردُ المدينةَ، والذين لم يعُد معظمهم بعد، وعلاوةً
على ذلك، ادّعى الكثيرون أنه على الرغم من أن عمليات النهب جرت عشوائياً وعلى نطاقٍ
واسعٍ في أحيائهم، فإن الأضرار الأكبر كانت ذاتَ طابعٍ استهدافيٍّ على أساسِ
الانتماء السياسيّ أو الأمني.”
وأشارت البعثة إلى أن “حتى 14 كانون الأول/
ديسمبر، ووفقاً للأرقام التي وردت من المنظمة الدولية للهجرة، فإن 1,440 أسرةً
(8,694 فرداً) هُم نازحون حالياً من طوز خورماتو بعد أحداث منتصف تشرين الأول/ أكتوبر” ، مبينة انه ” تم اجراء زيارتي رصدٍ إلى طوز خورماتو من قبل فِرقٌ
من يونامي في 7 و14 كانون الأول/ ديسمبر، أساساً لتقييم
الادعاءات المتعلقة بإلحاق أضرارٍ في الممتلكات، حيث زارت الفِرقُ حيّي (العسكري والإمام أحمد) وبعد ذلك حيّي (الجمهوري وجميلة) ، وقد رصدت يونامي خلال
الزيارة الاضرار الكبيرة التي لحقت بمنازل المواطنين والدوائر والمؤسسات العامة ،
اضافة الى تعرض عدد كبير منها للنهب والسرقة والحرق من قبل ميليشيات مسلحة “.
وكانت المنظمة الدولية التباعة للامم المتحدة في العراق (يونامي ) قد اعربت عن قلقها إزاء وضع السكان المدنيين في طوز خورماتو
والادعاءات المتعلقة بتدمير الممتلكات، وذلك في بيانين صحفيين في 19 تشرين الأول/ أكتوبر و12 كانون الأول/ ديسمبر، وخلال
الإحاطة التي قدمها الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق السيد يان
كوبيش أمام مجلس الأمن في 22 تشرين الثاني/ نوفمبر.
الاحد ٦ ربيع الثاني ١٤٣٩هـ - الموافق ٢٤ / كانون الاول / ٢٠١٧ م