أدت العمليات العسكرية التي شنتها القوات المشتركة مدعومة بميليشيا الحشد الشعبي
وقوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة على مدينة الموصل مركز محافظة
الأنبار إلى سقوط آلاف القتلى والجرحى من المدنيين، وتدمير البنية التحتية للمدينة،
وفي هذا السياق قالت منظمة العفو الدولية في تقرير لها اليوم الخميس، إن الأرقام
المعلنة عن أعداد القتلى المدنيين في مدينة الموصل العراقية قد أرعبت المنظمة
وطالبت بإجراء تحقيق فوري من قبل التحالف بقيادة الولايات المتحدة في الانتهاكات
والهجمات غير القانونية خلال معركة المدينة التي جرت بين أواخر العام الماضي وبداية
الحالي.
وأوضحت المنظمة في تقريرها أن “التقارير الأخيرة التي ذكرت أن بين تسعة آلاف
وأحد عشر ألف شخص من المدنيين قُتلوا في معركة الموصل هي أكثر من كل التوقعات”.
من جهتها قالت مديرة البحوث للشرق الأوسط في المنظمة “لين معلوف” إنه “قد
أرعبتنا هذه الأرقام الجديدة، وإنْ لم تفاجئنا إذ أنها تتسق تماماً مع النتائج التي
توصلنا إليها في السابق والتي أفادت بأن آلاف المدنيين قُتلوا في معركة الموصل، وأن
تلك الوفيات لم تسببها الجماعة المسلحة التي تُسمى مسلحي “تنظيم الدولة” وحدها،
وإنما القوات العراقية وقوات التحالف أيضاً”.
وبينت معلوف أن “هذه التقديرات هي أكثر بعشرة أضعاف من الأرقام التي أوردتها
قوات التحالف، التي أعلنت مسؤوليتها عن مقتل 326 شخصاً فقط”.
وبينت معلوف أن “عدم اعتراف القوات العراقية وقوات التحالف بأعداد القتلى
المدنيين في الموصل وعدم التحقيق فيها يُعتبر تخلياً صارخاً عن المسؤولية”.
وتابعت معلوف إنه “نطالب بتوخي الشفافية وتقديم كشف حساب صادق وعلني بالثمن
الحقيقي الذي تكبَّده المدنيون في هذه الحرب بالإضافة إلى إجراء تحقيق فوري من قبل
التحالف بقيادة الولايات المتحدة في الانتهاكات والهجمات غير القانونية التي
وثَّقتها منظمة العفو الدولية وغيرها من المنظمات المستقلة أثناء معركة الموصل”.
هذا وأشارت المنظمة الدولية إلى أن “العديد من الوفيات التي في الموصل كانت
نتيجة مباشرة لقتل المدنيين أو سحقهم تحت أنقاض المباني المدمَّرة من جراء الهجمات
غير المتناسبة أو العشوائية التي شنتها قوات التحالف والقوات المشتركة”.
الخميس ٣ ربيع الثاني ١٤٣٩هـ - الموافق ٢١ / كانون الاول / ٢٠١٧ م