اعرب أهالي المناطق والمدن العراقية المقتحمة بالعمليات العسكرية خلال الفترة
الماضية ، عن فقدانهم الأمل بإعادة إعمار مدنهم التي دمرت وأصبح أغلبها غير صالح
للسكن ، بفعل المعارك والقصف العشوائي من قبل القوات المشتركة وميليشيات الحشد
الشعبي وباسناد طيران التحالف الدولي ، في وقت تتجاهل فيه الحكومة اتخاذ أي خطوة
نحو إعمارها، كما أن موازنة العام الحالي لم تضمن أي نسبة لإعمارها.
واكدت مصادر صحفية مطلعة في تصريح لها إنّ “منطقته باب الطوب في الموصل مدمرة
بشكل كامل، وإنّ المنازل والأسواق سويت بالأرض بفعل المعارك، وهي غير صالحة للسكن”،
مبينة أنّ “الوضع لا يبعث على الأمل في إعمارها، وأنّ الأهالي فقدوا أي أمل بتحرك
حكومي لإعادة الحياة إليها”.
وتابعت المصادر ان “عمليات رفع الأنقاض ما زالت مستمرة، وهي تسير ببطء”،
معتبرة أنّ “الموقف الحكومي تجاه المناطق المستعادة محبط جدّاً، خصوصاً أنّها لم
تخصص أي نسبة من موازنة العام الحالي لإعادة إعمارها”.
وقالت المصادر نقلا عن عضو في تحالف القوى إنّ “ملف الإعمار مهمل من طرف
الحكومة التي لم تكلف نفسها حتى عناء مناقشته”، و أنّ “استمرار تجاهل الحكومة لهذا
الملف غير مقبول، وعليها أن تتحرك” ، و انّ “الموازنة العامة التي وصلت البرلمان
خالية من تخصيصات إعمار المناطق المحررة”، مؤكدة نقلا عنه أنّ تحالفه “اعترض على
مناقشتها وتم رفعها من جدول أعمال الجلسة الاستثنائية”.
وبينت المصادر نقلا عنه ان “البرلمان لا يستطيع أن يعدّل على بنود قانون
الموازنة، لأنّ الحكومة هي المعنية بذلك دستورياً، ومع أنّها تأخرت كثيراً في إرسال
الموازنة إلى البرلمان عن الموعد المقرر قبل شهرين، ما وضع البرلمان في مأزق حرج”.
يشار إلى أنّ أغلب المناطق التي تم استعادتها في محافظات نينوى والأنبار
وصلاح الدين، لم تعد صالحة للسكن، بسبب الخراب والدمار الذي تعرضت له في المعارك،
بينما لم تحرك الحكومة ساكناً لأجل إعمارها.
الاربعاء ٢ ربيع الثاني ١٤٣٩هـ - الموافق ٢٠ / كانون الاول / ٢٠١٧ م