قبيل كل انتخابات تصاب الكتل والأحزاب السياسية بالانقسام والتشظي ، بسبب الخلافات
الحادة بين السياسيين لتضارب مصالحهم ، وفي هذا السياق ، أكدت صحيفة الشرق الاوسط ،
أن حزب الدعوة سيخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة بقائمتين منفصلتين ، يقود
الأولى رئيس الوزراء القيادي في الحزب “حيدر العبادي” ، بينما يترأس الثانية الأمين
العام للحزب نائب رئيس الجمهورية “نوري المالكي”.
وقالت الصحيفة في تقرير لها إن “ما كان قبل أشهر حديثاً لا يتجاوز حدود
التكهنات بشأن انقسام الحزب إلى جناحين متنافسين في الانتخابات العامة المقبلة، بات
حقيقة مؤكدة، في ضوء عدم رغبة المالكي والعبادي في الدخول في تحالف انتخابي موحد”.
وأضافت الصحيفة أن “قيادات رفيعة من الدعوة وائتلاف دولة القانون ، سعت تحت
ضغط الرغبة في ترتيب أوضاع الحزب للمشاركة في الانتخابات العامة المقررة منتصف مايو
(أيار) المقبل، إلى ردم الفجوة بين العبادي والمالكي، غير أن الطرفين تمسكا
برغبتيهما في خوض الانتخابات بقائمتين مختلفتين”.
وأشارت الصحيفة إلى أنه “من غير المستبعد أن يلجأ الطرفان إلى تحالف برلماني
بعد الانتخابات، لكن ذلك أيضاً مرهون بحصول ائتلاف كل طرف على مقاعد برلمانية في
الدورة المقبلة، كما أنه سيعتمد على طبيعة تحالفات كل طرف، إذ أن الجهات التي
سيتحالف معها العبادي ربما تتقاطع مع الجماعات التي يتحالف معها المالكي، الأمر
الذي قد يعقِّد الأمور بينهما”.
وتابعت الصحيفة أنه “يتردد منذ أسابيع أن العبادي عازم على تشكيل قائمة
انتخابية تحت مسمى (التحرير والبناء)، وتشير أوساط مقربة من الحزب إلى أن مستقبله مرهون بنتيجة صراع النفوذ بين
المالكي والعبادي”.
وبينت الصحيفة أن “تلك الأوساط لا تقلل من فرص المالكي في الهيمنة على الحزب
نتيجة شبكة المصالح التي نسجها مع كثيرين من أعضائه إبان رئاسته للوزراء بين 2006
و2014، وما زال كثيرون من كوادر الحزب يدينون له بالولاء”.
وأكدت الصحيفة أنه “ومع ذلك، واستناداً إلى تاريخ الانشقاقات المتواصل في
صفوف حزب الدعوة، يرى متابعون أن الحزب حيال هزة سياسية كبيرة ، ناجمة عن اختيار
قطبيه (العبادي والمالكي)
الدخول في قائمتين انتخابيتين، وهو الأمر الذي يعني ضمناً قسم الحزب إلى جناحين
متنافسين، وربما خصمين لاحقين”.
الثلاثاء ٢ ربيع الاول ١٤٣٩هـ - الموافق ٢١ / تشرين الثاني / ٢٠١٧ م