منذ أن وطأت أقدام الاحتلال أرض العراق ، ودماء المدنيين الأبرياء مستباحة ، تارة
على أيدي قوات الاحتلال ، وأخرى على يد الميليشيات الموالية لأذنابه ، وفي هذا
السياق ، تم العثور على 120 مقبرة جماعية في العراق منذ 2003 ، تم الكشف عن
غالبيتها في المناطق التي اقتحمتها القوات المشتركة ، خلال السنوات الثلاث الماضية.
وقالت مصادر صحفية إنه “على مدى أكثر من ثلاث سنوات، خلفت العمليات العسكرية
مدناً شبه مدمرة كانت مسرحاً لمعارك ضارية، فضلاً عن برارٍ تنبعث منها رائحة الموت،
وتتناثر فيها عشرات المقابر الجماعية، تضم رفات مدنيين ، لقوا حتفهم غالباً برصاصة
في الرأس من مسافة قريبة”.
وأضافت المصادر أنه “من آن إلى آخر يعثر العراقيون على مقابر جماعية جديدة ،
أحدثها مقبرة في قضاء الحويجة، وقد وقف محافظ التأميم بالوكالة، “راكان الجبوري”
على أطلالها، قبل أيام”.
وتابعت المصادر أن “قضاء الحويجة يقع على بعد 45 كلم جنوب غرب مدينة كركوك،
مركز المحافظة ، وقد استعادت القوات المشتركة السيطرة على القضاء ، الشهر الماضي،
بدعم من التحالف الدولي”.
وأشارت المصادر إلى أن “محافظ التأميم بالوكالة “راكان الجبوري” قال إن
المقبرة تقع وسط قاعدة (البكارة) العسكرية، التي كان يستخدمها الجيش الأمريكي إبان
احتلاله للعراق، ثم اتخذ منها ( داعش ) موقعاً لتنفيذ عمليات الإعدام، وطمر
الضحايا”.
وأكدت المصادر أن “الجبوري أوضح أن المقبرة الجماعية كبيرة، وتتوزع على 10
مواقع دفن، ولا يمكن حالياً معرفة عدد المغدورين ، مبينا أن شاهد عيان ساعدنا في
الاستدلال على هذه المقابر، وهو راعي أغنام من أهالي المنطقة أكد لنا أن المئات
دفنوا هنا”.
ولفتت المصادر إلى أن “محافظ التأميم بالوكالة أشار إلى أن إدارة المحافظة
تعمل على إكمال الإجراءات القانونية لفتح المقبرة بهدف فحص جثث المغدورين، تمهيداً
للتعرف على هوياتهم ، موضحا أن هذه المقبرة هي واحدة من نحو 120 مقبرة تم الكشف
عنها في العراق، منذ عام 2003”.
وتابعت المصادر أن “الجبوري أكد أن الغالبية الساحقة من المقابر تم الكشف
عنها في المناطق التي استعادتها القوات المشتركة ، خلال السنوات الثلاث الماضية،
بينما هناك عدد قليل من المقابر يعود إلى تاريخ ما قبل ظهور ( داعش )، ومسؤول عنها
مسلحو القاعدة”.
وأضافت المصادر أن “محافظ التأميم بالوكالة لفت إلى أن العدد في تزايد مستمر
بعد اقتحام المناطق واكتشاف مقابر جماعية بشكل مستمر، ولاسيما في محافظات ديالى
(شرق) وصلاح الدين ونينوى والتأميم (شمال) والأنبار (غرب)”.
السبت ٢٩ صفر ١٤٣٩هـ - الموافق ١٨ / تشرين الثاني / ٢٠١٧ م