يعيش العراق منذ احتلاله سنة 2003 حالة من الانفلات الأمني ، لاسيما في العاصمة
بغداد ، نتيجة فشل حكومات الاحتلال المتعاقبة في التعامل مع هذا الملف وعجزها عن
ضبط الأمن ، الأمر الذي دفع الحكومة في الآونة الأخيرة إلى اللجوء للباعة الجائلين
وعمال النظافة والمتسولين والممتهنين استبدال الأشياء القديمة بالجديدة المنتشرين
في بغداد لإبلاغ الشرطة عما يلاحظونه ويرصدونه داخل الأحياء والبيوت التي يدخلونها
خلال عملهم ، وهو ما يطلق عليه لقب “البصاصين”.
وذكر موقع العربي الجديد في تقرير له أن “قيادة عمليات بغداد وجهاز الشرطة
المحلية في العاصمة ، لجأت إلى الباعة الجائلين وعمال النظافة والمتسولين
والممتهنين استبدال الأشياء القديمة بالجديدة المنتشرين في بغداد لإبلاغ الأجهزة
عما يلاحظونه ويرصدونه داخل الأحياء، وحتى داخل البيوت التي يدخلونها خلال عملهم،
وذلك مقابل السماح لهم بمواصلة عملهم، أو منحهم ميزة إضافية، تضيف لهم راحة في
العمل والتنقل، تشبه إلى حد كبير الحصانة”.
وأضاف التقرير أن “الأسلوب الجديد بات يطلق عليه من قبل بعض البغداديين لقب (البصاصين)، في إشارة إلى مهنة البصاص أو
البصاصين ، والتي راجت في القرون الماضية في مصر ودول أخرى”.
وتابع التقرير أنه “وفقاً لمسؤول رفيع المستوى في قيادة عمليات بغداد فإن
آلاف الأشخاص في بغداد يمتهنون أعمالاً تتطلب تنقلهم داخل الأحياء السكنية، مثل
الباعة الجائلين للطعام والمشروبات والحاجيات المنزلية ومصلّحي الأغراض المنزلية
والمتسولين وعمال النظافة والعاملين في إيصال الطلبات، جرت مطالبتهم بتزويد الشرطة
بموقف يومي لما يلاحظونه داخل الأحياء السكنية، وعن الغرباء والتحركات المشبوهة وما
يسمعونه أيضاً”.
وأشار التقرير إلى أن “المسؤول لفت إلى أنه جرى ضبط عبوات ناسفة وكمية من
المتفجرات، خلال الأسبوع الماضي، بناءً على اتصال من شاب يملك عربة بيع باقلاء (فول) جنوب غربي بغداد، قال إن هناك أشخاصاً
يترددون ليلاً على منزل غير مسكون، ولا يخرجون إلا فجراً، وهم من غير سكان الحي”.
الخميس ١٤ محرم ١٤٣٩هـ - الموافق ٠٥ / تشرين الاول / ٢٠١٧ م