كدت منظمة هيومن رايتس ووتش أن الحكومة في العراق أصدرت أوامر اعتقال بحق ما لا يقل
عن 15 محاميا خاصا بذريعة انتمائهم لــ( داعش ) وذلك بعد دفاعهم عن عدد من المشتبه
بأنهم ينتمون لــ(التنظيم)
، مشيرة إلى أن ذلك له تأثير مخيف على التمثيل القانوني الخاص في العراق.
وقالت المنظمة في بيان إن “الحكومة أصدرت أوامر اعتقال بحق ما لا يقل عن 15
محاميا خاصا (غير معيّنين من قبل الحكومة) منذ 24 يوليو/تموز 2017 بتهمة انتمائهم إلى ( داعش ) لعملهم السابق في
محاكم (التنظيم) ، مبينة
أنه قد تُزال حصانة المحامين ضد الملاحقة القضائية إن انخرطوا في أنشطة إجرامية ،
لكن لا ينبغي ملاحقتهم عندما يؤدون عملهم كمحامين ، وينبغي للسلطات أيضا عدم ربطهم
بقضايا موكليهم لمجرد أنهم يمثلونهم”.
وأضافت المنظمة أن “المحامون مثلوا ، قبيل اعتقالهم، مشتبه بهم من ( داعش )
ممن يواجهون محاكمات في المحاكم بالعراق ، تسبّب هذا في مخاوف لدى باقي المحامين من
أن إصدار الأوامر كان بهدف تخويف المحامين الذين يدافعون عن المشتبه بأنهم من (
داعش )
وتابعت المنظمة أن “أحد كبار القضاة قال إنه منذ إصدار أوامر الاعتقال، توقف
المحامون الخاصون عن تولي قضايا أي مدعى عليهم يُعتقد أنهم ينتمون إلى ( داعش ) ،
وباتوا يتولون فقط قضايا أولئك المتأكدين من براءتهم ، نتيجة لذلك، أصبح المحامون
المعينون من الدولة هم من يتولى قضايا من يُعتقد انتمائهم إلى ( داعش ) استنادا إلى
مقابلات أجريت مع 4 محامين، هناك مخاوف جدية من أن المحامين المعينين من قبل الدولة
لا يقدمون دفاعا قويا عن هؤلاء الموكلين”.
وقالت مديرة قسم الشرق الأوسط في المنظمة “سارة ليا ويتسن” في تصريح صحفي إنه
“على السلطات أن تفسر فورا لماذا تحتجز هؤلاء المحامين وتتهمهم ، وعليها أن توضح أن
المحامين العراقيين يجب ألا يشعروا بالخوف من الدفاع عن المشتبه بهم”.
وأضافت ويتسن أن “المحامين الـ15 مثّلوا أشخاصا مشتبه بهم أمام محكمة مكافحة
الإرهاب بمحافظة نينوى التي تختص حاليا بالنظر في قضايا المحتجزين المشتبه
بانتمائهم إلى ( داعش ) في المحافظة، والتي تضم مدينة الموصل ، وتعمل المحكمة حاليا
في مدينة الحمدانية، المعروفة أيضا باسم قره قوش أو بخديدة ، مشيرة إلى أن قاضٍ
رفيع المستوى قال لباحثي هيومن رايتس ووتش عندما زاروا المحكمة في يوليو/تموز إن
المحكمة تنظر في حوالي 2000 قضية تتعلق بأشخاص يشتبه بأنهم أعضاء في ( داعش ) أو
منتسبين إلى (التنظيم)”.
الجمعة ١٨ ذو القعــدة ١٤٣٨هـ - الموافق ١١ / أب / ٢٠١٧ م