يعيش نسبة من اطفال العراق وسط المزابل يأكلون ما يلقونه من الأطعمة ويتعرضون
لمخاطر العدوى بالامراض والاوبئة، فضلا عن نزول وسط تحايل من اصحاب الورش والمحال
على القانون الذي يمنع عمل الاطفال في ظل غياب المعالجة الحكومية التي يجب ان تتخذ
الاجراءات اللازمة لمنع الدفع بالصغار في سوق العمل.
وقالت الناشطة في مجال حقوق المرأة والطفل “انتصار شهاب” في تصريح صحفي إن
“قانون العمل منع استغلال الأطفال أو تشغيلهم بأي شكل من الأشكال، وأن هناك تحايلا
على القانون من قبل بعض أصحاب الورش والمحال، فضلا عن أن منع الأطفال من العمل قد
يتسبب بقطع ما تحصل عليهم عوائلهم من دخل بسيط في ظل غياب المعالجة الحكومية التي
ينبغي أن توفر لهؤلاء الأطفال ولعوائلهم دخلا ثابتا يقيهم على الأقل مشكلة دفع
صغارهم إلى أسواق عمل لا ترحم”.
من جانبها اكدت الباحثة الاجتماعية والنفسية “مروة امجد” في تصريح صحفي ان
“الأطفال الذين يجبرون على العمل مبكرا هم في الأغلب من الأيتام أو من عوائل فقيرة
لا تستطيع إيفاء مستلزمات الحياة التي تشهد تصاعدا كبيرا، لذا فإن عملية التحاق
الأطفال بأسواق العمل مستمرة بالنمو دون معالجات فاعلة، خصوصا أن البلاد تمر بضائقة
مالية كبيرة خصوصا مع حالة التقشف التي أعلنت عنها الحكومة والتي ستزيد من نسبة
الفقر وبالتالي المزيد من الأطفال الملتحقين بسوق العمل وهذه حالة خطيرة جدا يجب
الوقوف عندها من قبل وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ومن قبل الجمعيات المناهضة
للعنف ضد المراة والطفل”.
ويعيش في منطقة القمامات والمزابل عدد كبير من العوائل الفقيرة بأكواخ وخيم
صغيرة وبسبب الغلاء المعيشي والبطالة والقتل والتهجير الخطف والسلب تكونت هناك
جماعات كبيرة من العوائل معتمدة على معيشتها على تلك القمامات وبسبب عدم وجود وسائل
الراحة والثقافة وعدم إرسال الأطفال إلى المدارس والفقر الكبير يجعل الأطفال
يتعاطون التدخين والمخدرات والاعتداء الجسدي والجنسي لبعض الأطفال الذين ليس لهم
عوائل وكلهم يحلمون بالسعادة والسكن الجيد الصحي والمناخ النظيف وبوجود المستشفيات
والمدارس والأسواق والبيوت النظيفة الصحية والماء والكهرباء والطرق الواسعة
والأماكن المفتوحة والحدائق فلما لا يكون الحلم حقيقة”.
الثلاثاء ٢٤ شــوال ١٤٣٨هـ - الموافق ١٨ / تمــوز / ٢٠١٧ م