طلبت زعيمة المحافظين تيريزا ماي الخميس من البريطانيين منحها تفويضا واضحا في الانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها في الثامن من يونيو/حزيران المقبل، وذلك تمهيدا لمفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي (بريكست).

ووعدت رئيسة الوزراء البريطانية خلال تقديم برنامج حزبها للانتخابات في هاليفاكس (شمال بريطانيا) بالحد من الهجرة من خارج الاتحاد الأوروبي ومن داخله، وقالت "تعالوا انضموا إلي، في وقت أكافح في سبيل المملكة المتحدة".

وشددت تيريزا ماي على أهمية الحصول على تفويض واضح في وقت تخوض فيه البلاد "الرحلة الكبيرة" للخروج من الاتحاد الأوروبي حتى تنتزع "أفضل اتفاق ممكن" في المفاوضات، وقالت إنها ستسعى لخفض الهجرة لأقل من مئة ألف شخص في السنة مقابل 273 ألفا في 2016. لكن حزب المحافظين واجه صعوبة في تحقيق هذا الوعد منذ سنوات.

وأكدت في كلمة ألقتها في مصنع قديم للسجاد من القرن التاسع عشر أمام جميع وزراء حكومتها أن "السنوات الخمس المقبلة ستكون منعطفا للمملكة المتحدة، ولحظة مؤسسة وتحديا، وكل صوت لي ولفريقي سيمدني بمزيد من القوة من أجل المفاوضات".

وتصدر حزب المحافظين الذي يتولى الحكم منذ 2010 استطلاعات الرأي قبل ثلاثة أسابيع من هذه الانتخابات المبكرة، لكن استطلاعا للرأي أنجزته مؤسسة إيبسوس-موري على عينة من 1053 بريطانيا ونشرت نتائجه الخميس، أشار إلى تقدم كبير لحزب العمال البريطاني منذ نشر برنامجه الانتخابي الذي يميل صراحة لليسار.

استطلاع
وربح حزب جيرمي كوربن في الاستطلاع ثماني نقاط، وارتفعت حظوظه إلى 34% من نوايا التصويت، لكنه ما زال بعيدا من حزب المحافظين الذين حصلوا على 49%، أما الأحزاب الأخرى فتراجعت كثيرا، حيث لم يحصل حزب الليبراليين الديمقراطيين (مؤيد لأوروبا) سوى 7% وحزب "استقلال بريطانيا" (الرافض لأوروبا) إلا على 2% فقط.
لكن عزم تيريزا ماي تقليص بعض المساعدات لتمويل قطاع الرعاية الصحية المتأزم أثار استياء فئة من ناخبيها وتحديدا فئة المسنين، وقد احتج عشرات المتظاهرين الخميس في هاليفاكس حاملين لافتات تدعو إلى الإطاحة بالمحافظين المتهمين بتدمير النظام الصحي الوطني.

وكانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل توقعت الأربعاء مفاوضات بالغة الصعوبة بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وقالت في كلمة خلال مؤتمر للتجمع العمالي " L20" في برلين "سيكون الأمر معقدا جدا جدا لأنه من الضروري ترتيب كل شيء"، مؤكدة أن بقاء علاقات طيبة بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا بيد الحكومة البريطانية.

يذكر أن موضوع الهجرة احتل حيز كبيرا في النقاشات إبان استفتاء 23 يونيو/حزيران 2016، حيث أيد حوالى 52% من البريطانيين الخروج من الاتحاد الأوروبي، ويتوقع أن تخرج بريطانيا من الاتحاد والسوق الموحدة خلال أقل من سنتين.