قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستفان دي ميستورا إن وقف إطلاق النار
متماسك بشكل أفضل عن ذي قبل، بما يعطي أملا أكبر في النجاح، مشيرا إلى أن مفاوضات
جنيف ستحدد إذا كانت هناك فرصة لإجراء محادثات سياسية.
وأكد دي ميستورا في كلمة بمؤتمر ميونيخ الأمني أن وقف إطلاق النار في سوريا صمد،
وتم تقليل أعمال العنف حتى 70% في سوريا، بما يوفر مناخا أكبر للنجاح في إيجاد حل
سياسي في المفاوضات التي من المنتظر أن تجري في 23 فبراير/شباط الجاري.
وأشار إلى أن محادثات جنيف ستجري على أساس القرار 2254 لمجلس الأمن الدولي، قائلا
"لا يمكنني أن أقول لكم إن كانت ستنجح، ولكن علينا أن نعمل على أن تكون هناك قوة
دفع حتى إذا لم يكن من الممكن أن يصمد وقف إطلاق النار طويلا إن لم يكن هناك (حل)
سياسي".
وأكد المبعوث الأممي في كلمته أن تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة يخربان وقف
إطلاق النار في سوريا، مشيرا إلى أن تدابير بناء الثقة بين النظام السوري والمعارضة
ضرورية لإيصال المساعدات إلى محتاجيها بمختلف المناطق.
وقال دي ميستورا في كلمته إن الولايات المتحدة يجب أن تفهم أن هزيمة تنظيم الدولة
تتطلب حلا سياسيا شاملا ومعقولا في سوريا، وتساءل "أين الولايات المتحدة؟" في البحث
عن تسوية للنزاع في سوريا، مشيرا إلى أن الإدارة الجديدة ما زالت تحدد أولوياتها.
ويشارك دي ميستورا ووزراء خارجية كل من تركيا والسعودية وإيران في محادثات اليوم
الأحد حول الأزمة السورية، وذلك قبل مفاوضات السلام المدعومة من الأمم المتحدة
المقرر أن تبدأ خلال أيام.
من جهته، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو خلال المؤتمر إن مفاوضات
السلام التي تقودها الأمم المتحدة في جنيف هي المكان الوحيد لبحث الحل السياسي
وانتقال السلطة، مؤكدا أن "أستانا لم تكن أبدا بديلا لجنيف".
وأشار إلى أن محادثات أستانا "كانت إجراء معقولا لبناء الثقة والحفاظ على وقف إطلاق
النار، وخطوة جيدة إلى الأمام، لكن الآن هناك حاجة إلى استئناف محادثات جنيف التي
تمثل الركيزة الأساسية للحل السياسي وانتقال السلطة، وفق تقديره.
الحل السياسي
من جانبه، أكد رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أنس
العبدة في كلمة بالمؤتمر أن المعارضة ستتوجه إلى محادثات جنيف، وأنها ملتزمة تماما
بحل يمهد الطريق أمام انتقال للسلطة، على حد قوله.
وكان العبدة أكد في لقاء مع وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرولت، على هامش
المؤتمر، رغبة المعارضة السورية في مفاوضات سياسية تفضي إلى انتقال سياسي حقيقي.
ولفت رئيس الائتلاف إلى أن نظام الأسد وحلفاءه يسعون لإفشال محادثات جنيف وإفراغها
من محتواها عبر عدة وسائل، في مقدمتها عدم احترام اتفاق وقف إطلاق النار، والتصعيد
العملي للقصف.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عبر عن عدم تفاؤله في إيجاد حل
للأزمة السورية على المدى القصير، جاء ذلك في إجابته عن أسئلة الصحفيين عقب إلقائه
كلمة في مؤتمر الأمن بمدينة ميونخ الألمانية السبت.
ورأى غوتيريش أن "السلام في سوريا سيكون ممكنًا فقط عندما تدرك الأطراف أنها لن
تحقق نصرًا عسكريا"، مضيفا أنه لا يزال هناك من يعتقد بأنه سينتصر، لكن هذا خطأ
كبير"، وأكد أن هذا الأمر يجعله غير متفائل بخصوص إيجاد حل للأزمة السورية على
المدى القصير، وفق تعبيره.
ورأى أن الأزمة السورية باتت تشكل "تهديدا كبيرا" على البلدان المؤثرة على أطراف
الحرب هناك، وشدد على أهمية جهود بلدان مثل الولايات المتحدة وروسيا وتركيا
والسعودية وقطر في إقناع الأطراف في سوريا من أجل إنهاء الحرب
|