تواصل السلطات الباكستانية إغلاق معبر طورخم الحدودي مع أفغانستان لليوم الثاني،
وأدى ذلك لشلل في الحركة التجارية بين البلدين وتكدس مئات الشاحنات.
وجاء قرار إسلام آباد إغلاق حدودها مع أفغانستان بعد ساعات من مقتل 88 شخصا
وجرح أكثر من ثلاثمئة آخرين أمس الجمعة في تفجير استهدف مزارا صوفيا تبنته جماعة
تسمي نفسها "ولاية خراسان باكستان".
وقال محلل الشؤون الأمنية والإستراتيجية تيمور شامل إن لهذا الإغلاق تبعات
كبيرة لأن ثلاثين ألف شخص من الأفغانيين والباكستانيين يستخدمون المعبر.
وأضاف في حديث للجزيرة أن كثيرين من الجانب الأفغاني يستعملون المعبر للمرور
إلى باكستان من أجل الرعاية الصحية لغيابها في بلدهم.
وأشار تيمور إلى أن أفغانستان وباكستان مطالبتان بالعمل معا لمعالجة
الإشكاليات الأمنية، وأن إقفال المعبر ليس حلا ناجعا.
وقد أدان الرئيس الأفغاني أشرف غني التفجير في إقليم السند جنوب باكستان،
وقال إن تنظيم الدولة الإسلامية يمثل عدوا مشتركا لأفغانستان وباكستان، مؤكدا أهمية
توصل البلدين لاتفاق للقضاء على الجماعات الإرهابية من دون تمييز.
وفي سياق متصل، استدعت أفغانستان اليوم السبت السفير الباكستاني سيد أبرار
حسين للاحتجاج على قصف مدفعي في الأقاليم الشرقية من أفغانستان والملاذات التي توصف
بالآمنة للإرهابيين في باكستان ويشنون منها هجمات على أفغانستان حسب وكالة "خاما
برس" الأفغانية للأنباء.
ويأتي استدعاء السفير الباكستاني بعد مرور يومين على مقتل طفلين ونزوح العديد
من الأسر أمس الجمعة بسبب قصف باكستاني بأسلحة خفيفة وثقيلة في منطقة لالبورا
بإقليم نانجارهار شرق أفغانستان.
وكان الجيش الباكستاني أعلن عقب تفجير المزار الصوفي أنه قتل نحو مئة مسلح
بعد عملية أمنية في مناطق عدة ترافقت مع اعتقال عشرات الأشخاص، وأنه دمر أربعة
مخابئ للمسلحين عبر الحدود مع أفغانستان عقب أسبوع من الهجمات التي وصفت بالإرهابية
وراح ضحيتها أكثر من مئة شخص، طبقا لما ذكرته صحيفة "ديلي باكستان" اليوم السبت.
وقد استدعت قيادة الجيش دبلوماسيين أفغانيين إلى مقرها وسلمتهم قائمة تضم 76
مطلوبا تقول إسلام آباد إنهم موجودون في أفغانستان ويخططون لأعمال إرهابية ضد
باكستان
السبت ٢١ جمادي الاولى ١٤٣٨هـ - الموافق ١٨ / شبــاط / ٢٠١٧ م
