اقتراح بوضع جنوب السودان تحت الوصاية الدولية




شبكة ذي قار

قالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إن اقتراحا بوضع دولة جنوب السودان تحت الوصاية الدولية إلى أن تستتب الأوضاع فيها، يكتسب زخما مع مرور الأيام، بعد أن بات العالم يضيق ذرعا بما يجري في تلك الدولة الوليدة التي نالت استقلالها بشق الأنفس قبل أكثر من خمس سنوات.

وأشارت الصحيفة في تقرير مطول لمراسلها في العاصمة الكينية نيروبي، إلى أن عشرات الآلاف من المدنيين لقوا حتفهم، وباتت أعداد لا تحصى من الأطفال على شفا الموت جوعا، واختلس المسؤولون ملايين الدولارات من خزائن بلدهم، ونُسفت آبار النفط، وسطا الناس على مواد الإغاثة، وتعرضت 70% من النسوة داخل معسكرات النزوح إلى الاغتصاب.

وتساءلت الصحيفة بعد ذلك: هل ينبغي بعد كل ما حدث أن يفقد جنوب السودان استقلاله؟ ويجيب عن السؤال عدد من الأكاديميين والشخصيات البارزة في المعارضة، حيث يؤيد جميعهم تقريبا الوصاية الدولية مستدلين على ذلك بتيمور الشرقية وكوسوفو والبوسنة التي نجحت فيها الفكرة على الرغم من وجود بعض التحفظات عليها، إذ أخفق التدخل الخارجي في دول أخرى مثل الصومال والعراق.

وطرح الباحث الأوغندي محمود ممداني مؤخرا خطة تقضي بأن يأخذ الاتحاد الأفريقي زمام المبادرة في تنصيب حكومة انتقالية بجنوب السودان، على ألا يشارك فيها أي من السياسيين الذي جروا البلاد إلى أتون الحرب الأهلية. واقترح أن تستمر الوصاية الدولية زهاء ستة أعوام شريطة أن تدعمها الأمم المتحدة.

غير أن للمحاضر بجامعة جوبا في عاصمة جنوب السودان جيمس سولومون بادييت رأي آخر، حيث يقول إن معظم أفراد قبيلة الدينكا -وهي أكبر مجموعة عرقية في البلاد وينتمي إليها الرئيس سلفاكير ميارديت- يقفون بصلابة ضد أي تدخل دولي، لأنهم يرون فيه إهانة لسيادتهم.

ويقول بادييت إن جنوب السودان "على مفترق طرق تؤدي إما إلى تفكك البلاد أو زوالها تماما".

وثمة رأي وسط لباحثين آخرين، إذ يقول رئيس قسم الدراسات الأفريقية والأفريقية الأميركية بجامعة فوردهام بنيويورك أمير إدريس، إن أية وصاية دولية يجب أن يُنظر إليها كملاذ أخير، فالأهم في نظره هو تشكيل حكومة جديدة بوجوه جديدة يشارك فيها أكاديميون و"تكنوقراط".

ويضيف "جنوب السودان لا يملك مقومات التحول بذاته ليكون دولة فعالة ما لم يتم القضاء على بنية القيادة الحالية".

بدورها، وصفت برونواين بروتون نائبة مدير المركز الأفريقي بالمجلس الأطلنطي، قادة جنوب السودان بالكارثة. وقالت إن سلفاكير وزعيم المتمردين رياك مشار "فاسدان" و"أنانيان" و"على استعداد لإذكاء جذوة الصراع العرقي وارتكاب أعمال عنف شنيعة في سعيهم لاعتلاء سدة الحكم".

لكن بروتون تبدي قلقها من أن ليس ثمة دولة لديها الرغبة في أن تضطلع بدور ريادي في أي تدخل ذي مغزى في جنوب السودان. فإدارة الرئيس الأميركي المنصرف باراك أوباما بحثت في عدة وسائل للمساعدة في إحداث انتقال سياسي هناك، بيد أنها انتهى بها المطاف إلى عدم جدوى القيام بذلك.

وخلصت صحيفة نيويورك تايمز إلى القول إن بصيصا من الأمل لاح مؤخرا في القارة الأفريقية. فقبل بضعة أيام تجمعت قوات من عدة دول بغرب أفريقيا من أجل الإطاحة برئيس غامبيا يحيى جامي الذي حاول التشبث بالسلطة رغم خسارته الانتخابات التي جرت في البلاد.

فإذا انعقد مثل هذا العزم والتصميم، فعندئذ ربما يمكن إبعاد قادة البلاد ليتسنى لجنوب السودان أن تتنفس الصعداء، على حد تعبير الصحيفة الأميركية.



الثلاثاء ٢٦ ربيع الثاني ١٤٣٨هـ - الموافق ٢٤ / كانون الثاني / ٢٠١٧ م


اكثر المواضع مشاهدة

عمود قصير - الى / الفضائيات والصحف ( العراقية والعربية والأجنبية ) الغراء : امامكم تقريراً موثقاً عن المنجزات الكبيرة والخطيرة التي حققها ( العبادي ) لإيران .. ( الرسالة الرابعة )
مكتب الثقافة والإعلام القومي - المنصة الشبابية / حرب المصطلحات التفتيتية للهوية العربية والقضية الفلسطينية ( الجزء الثالث ) الشرق الأوسط الجديد
صحفي عراقي - إضافة لكونه عميل فإنه كذاب ... إبراهيم الزبيدي نموذجا ً.. مع العتب على موقع كتابات الذي يدافع عنه
منظمة الرصد والمعلومات الوطنيه - معلومات موثقه بالصور //رئيس الوزراء ( نوري المالكي ) ارهابيا وقاتلا محترفا بالامس وقاتل وارهابي في العراق بعد الاحتلال ونضع امام الكونكرس الامريكي وكل برلمانات دول العالم معلومات عن العلماء العراقيين المختطفين ودور المالكي وحزب الدعوه ومليشيات احزاب ايران في عمليات الاختطاف ومكان تواجدهم
القيادة العامة للقوات المسلحة - بيان القيادة العامة للقوات المسلحة رقم ( ١٧١ ) في الذكرى السادسة والثلاثين لتحرير مدينة الفاو
نعـــي - الشهيــد الفــريــق الــركــن محمــود فيــزي الهــزاع
قــائــد عظيــم يـــرثيـــه شــاعـــر عظيــــم - قصيدة الشاعر الكبير المرحوم عبد الرزاق عبد الواحد في رثاء القائد العظيم الرئيس الشهيد صدام حسين
الحمله الوطنيه لفضح جرائم حكومة الاحتلال العمليه - تقدم اجمل التهاني والتبريكات لاهلنا بالعراق والوطن العربي والعالم بعيد ميلاد السيد المسيح عليه السلام
أبو الحسن علي - سيادة العراق في خبر كان بعد الإحتلال
ماهر التويتي - رمز شيطاني في علم إيران
داود الجنابي - من قتل السيد محمد صادق الصدر / الحقائق ( ح٣ والاخيرة )
الرفيق خالد السلطاني - البعـــــــث والاســــــــــلام
نقـــابـــة الســـادة الاشـــراف - تـديـن الـدعــوات الطـائفيــة لقتـل المسلميـن
ججو متي موميكا - كأسك ياعراق ... الكل يرحل
إعداد محمد الحسيني - قراءة في خطاب بعض المدافعين عن النظام الإيراني ( المقالة الخامسة ) المشروع الإيراني مسار للتفتيت والهيمنة على الوطن العربي
أحدث الاخبار المنشورة
٢٧ / كانون الثاني / ٢٠٢٤