أفادت مصادر حكومية وصحفية بأن اجتماعًا طارئًا عُقد مساء اليوم الخميس ضم من
أسمتهم "كبار القادة الأمنيين والعسكريين" إلى جانب رئيس الحكومة الحالية، للتباحث
بشأن المظاهرة المزمع خروجها غدًا والتي دعا لها تيار الصدر؛ أحد أحزب العملية
السياسية.
وجاء هذا الاجتماع ـ الذي اكتفى الاعلام الحكومية بالحديث عن أنه بحث قضايا
تتعلق بالأمن في بغداد ومحاربة "الإرهاب" ومنع المظاهر المسلحة في العاصمة
والمحافظات والتعامل معها بحزم ـ متزامنًا مع بيان أصدرته ما تسمى "خلية الإعلام
الحربي" أكد أن تظاهرة الصدريين التي من المزمع انطلاقها يوم غد في بغداد غير
مرخصة، داعية إلى عدم المشاركة بها.
وهددت الخلية المذكورة بالتعامل مع سلوك المتظاهرين الذين يرتدون زيًا عسكريًا
أو تبدو عليهم مظاهر مسلحة؛ على أنه "تهديد إرهابي"، وذلك على الرغم من التصريحات
التي أطلقها مسؤولون في التيار أشاروا فيها إلى وجود تنسيق مسبق مع القوات الحكومية
من أجل تأمين التظاهرة.
وكان القيادي في التيار الصدري (حاكم الزاملي) قد ذكر في وقت سابق أن مظاهرة
الغد ستكون "سلمية ولا يوجد بها مظاهر مسلحة"، عطفًا على تصريحات لمقتدى الصدر نفسه
دعا فيها أنصاره أمس إلى عدم إبراز مظاهر مسلحة في مظاهراتهم وذلك بعد ساعات قليلة
من تجواله في شوارع منطقة الكرادة وسط العاصمة وهو بزي عسكري.
يشار إلى أن الدعوات التي يطلقها قياديو التيار الصدري من أجل إخراج الناس
للتظاهر؛ تدور حول ما يصفونه بمحاربة الفساد وإجراء إصلاحات حكومية، على الرغم من
أن التيار مشارك في الحكومة والعملية السياسية وله فيها عدة وزارات ويعد جزءًا من
منظومة الفساد التي تغشى مؤسسات الدولة.
إلى ذلك؛ تؤكد أوساط سياسية وصحفية مطلعة أن ما ظاهره تظاهرات مطالبة بالإصلاح،
ما هي إلا صورة من صور الصراع والنزاع السياسي بين مكونات العملية السياسية التي
وصلت إلى حد من التهاوي ينذر بانهيارها.
|