اتهمت صحيفة (الإندبندت) البريطانية الإدارة الأمريكية بالعمل على تأجيل إعلان نتائج (لجنة تشيلكوت) للتحقيق في مشاركة بريطانيا في الهجوم على العراق عام 2003م.

وأشارت الصحيفة في عددها الصادر يوم الخميس؛ إلى وجود وثائق وصفتها بـ الـ"سرية"؛ ترفض واشنطن الكشف عنها، لاحتوائها على أدلة مهمة تخص المراسلات والوثائق بين رئيس الوزراء البريطاني الأسبق (توني بلير) ورئيس الإدارة الأمريكية (جورج بوش) الصغير.

وأوضحت الصحيفة في تقرير نشر على صفحتها الرئيسة حمل عنوان "انفراد أميركا يمنع صدور تقرير لجنة تشيلكوت حول غزو العراق"؛ أن البيت الأبيض يلعب دورًا رئيسًا في تأجيل إعلان نتائج لجنة التحقيق في مشاركة بريطانيا في غزو العراق، كما نقلت عن مصادر دبلوماسية لم تسمّها، قولها: "إن مسؤولين في البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية رفضوا السماح بالكشف عن وثائق عن مراسلات ما قبل وأثناء الغزو بين الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني آنذاك توني بلير".

وأضافت الإندبندت بأن رئيس الوزراء البريطاني الحالي (ديفيد كاميرون) سيتعرض لـ"لإحراج الشديد" لأنه لا يمكنه الكشف عن تلك الوثائق من دون موافقة الإدارة الأمريكية؛ الأمر الذي سيمنع صدور التقرير.

كما نقلت الصحيفة عن دبلوماسي أمريكي وصفته بالكبير تأكيده بأن الولايات المتحدة تتعامل بتحفظ شديد عندما يتعلق الأمر بوثائق عن الرئيس الأمريكي أو أي شخص له علاقة به، وأن (توني بلير) تردد اسمه كثيرًا في تلك الوثائق وكان الطرف الآخر هو الرئيس الأمريكي، مشددًا بالقول : "لذا ليس لتوني بلير الحق أو الحكومة البريطانية في الكشف عن فحوى تلك الوثائق".

وكانت صحيفة "الاندبندنت" قد كشفت في وقت سابق من العام الحالي عن أن "مسودة تقرير لجنة تشيلكوت جاءت مخالفة لروايات المسؤولين في واشنطن ولندن بشأن دور توني بلير في إرسال 45 ألف جندي بريطاني للعراق".

وكانت لجنة التحقيق البريطانية حول غزو واحتلال العراق عام 2003، المعروفة باسم (تحقيق تشيلكوت)، قد أوقفت عملها الأسبوع الماضي، بسبب ضغوط غير مباشرة مارستها الحكومة البريطانية، وقد أوضحت تقارير إخبارية بأن اللجنة لم تتوصل إلى اتفاق حتى الآن مع الحكومة البريطانية بشأن وثائق وصفتها بـ"الحساسة".

ولجنة تشيلكوت التي يُطلق عليها أحيانا اسم "تحقيق تشيلكوت"، لجنة مستقلة مختصة بالتحقيق بشأن مشاركة بريطانيا في حرب العراق، شكلت في حزيران 2009 من قبل رئيس وزراء بريطانيا (غوردون براون) وابتدأ عملها رسميا أواخر شهر تموز 2009من العام نفسه.