كشفت صحيفة "ديلي تلجراف" البريطانية اليوم الاثنين أن خلافات وصلت إلى درجة العدواة تفجرت بين القادة العسكريين البريطانيين والأمريكيين في العراق بعد الغزو مباشرة عام 2003.

ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن وثائق حكومية استندت عليها الصحيفة: "أن ضابطا بريطانيا برتبة كولونيل وصف نظراءه الأمريكيين بأنهم من سكان المريخ".

وتابعت الصحيفة" أما الجنرال أندرو ستيوارت قائد القوات البريطانية في العراق فقد نسب إليه قوله إنه كان يقضي وقتا كثيرا في رفض تنفيذ أوامر القادة الأمريكيين والتنصل منها".

وذكرت الصحيفة: " أدى رفض الجنرال ستيوارت مرة تنفيذ أمر من قائد أمريكي أعلى منه في قوات التحالف إلى استدعاء الخارجية الأمريكية للسفير البريطاني في واشنطن السير ديفيد مانينج لإبلاغه الاحتجاج الرسمي بأسلوب يصل إلى درجة التوبيخ مثلما يحدث أحيانا مع مبعوثي دول مثل زيمبابوي والسودان".

ونقلت "ديلي تليجراف" عن الجنرال ستيوارت قوله في الوثائق الحكومية:" العلاقة بين القوات الأمريكية والبريطانية كانت مثل حرب داخلية وأقر صراحة بأن قدرة القادة البريطانيين في التأثير على السياسة الأمريكية في العراق كانت محدودة".

وأشار الجنرال البريطاني إلى انه لم تكن هناك وسيلة اتصال عسكرية مؤمنة بين مقر قيادته في البصرة ومقر قيادة الجنرال ريكاردو سانشير القائد الأعلى للقوات الأمريكية في بغداد.

وبحسب الإفادات البريطانية فقد ألقى الجيش الأمريكي في مارس/ آذار 2004 القبض على أحد مساعدي مقتدى الصدر دون تنسيق مع القوات البريطانية أو إبلاغها مسبقا برغم أن هذا الإجراء أدى إلى تفجر أعمال عنف في المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش البريطاني بجنوبي العراق.

وجاء الكشف عن هذه الإفادات قبل يوم من عقد لجنة التحقيق حول مشاركة بريطانيا في الحرب على العراق اولى جلساتها العامة برئاسة السير جون تشيلكوت في لندن.

وكانت القوات البريطانية قد سلمت مهمتها في البصرة رسميا إلى القوات الأمريكية في مارس/آذار الماضي.