المشهد العراقي والنفاق السياسي

﴿ الحلقة الثانية ﴾

 
 
شبكة المنصور
زامــل عــبــد

انتهينا في الحلقة الاولى الى الغرض الاساس من السلوك  المتبع بين كتلتي الائتلاف الوطني العراقي وهذه التسمية بعينها هي نفاق ومثيلتها كتلة دولة الفافون التي تخترق القانون وتتجاوز نص الدستور ناهيك عن الاساليب المبطنة من التهديد والوعيد  والتي يراد منها التسقيط والتشهير والقاء الذنب والتقصير على اكتاف الاخرين  ، وأقول ياهالكي قدم لنا برنامجك الانتخابي الذي كان بمثابة حبة الهلوسة التي جعلت ابواقك تتهالك في الترغيب والوعود التي اكثروا منها  بتوزيع السيارات البيك اب  وتشكيل برلمان القبائل الذي يعطى الدور الرقابي على مجلس النواب انطلاقا من اهمية القبائل والعشائر في الحياة الاجتماعية والسياسية للعراق ، وليس سرا قولك في مجالسك الخاصة اني انجزت 30% من الخطة واعطوني الفرصة لانجاز المتبقي منها 70 % ، وحاول ان تقنع الشعب نعم الشعب العراقي بطبيعة الخطوات العملية التي سوف تتبعها في معالجة القضايا الساخنة كقضايا الارهاب والكهرباء والنفط والمياه والفقر والتشرذم والفساد المالي والاداري والبطالة وسبل النهوض بواقع المواطن المعيشي والخدمي في حالة اعادة  ترئسك  الوزارة مرة اخرى

 

ألم يكن  نفاقا" الاتهام الغير مسؤول لمن ينطق الحق ويدعوا الى التقيد بالدستور ووجوب عدم استغلال النفوذ للتأثير على اجراءات وقرارات الهيئات المعنية  بحسم الجدل الحاصل في مشروعية الاستحقاق الانتخابي ، فبماذا تفسر ياهالكي الهجوم المتكرر من عبد الهادي الحساني من  ائتلافكم والقيادي في حزبكم على شخص  مسعود البارزاني المتحالف معكم في التحالف الرباعي ورفيق درب الجهاد  والتضحية التي تدعون وشريككم في  التوقيع على وثيقة قتل العراق والعمل على تفتيته ، وقوله بان جلال الطالباني رئيس  انتهت مدة رئاسته ولايمكنه ان يكاف من يريد لرئاسة الوزارة وهنا الطامة الكبرى  والغباء الذي لايعلوه غباء ولاغرابه  لان المتحدث لاهم له سوى ان يظهر على الشاشة وعائلته تتحوط التلفاز لترى  الرائع بروعته وربطة العنق التي يشتهر بها من حيث قلة الذوق فيها  ، فاقول له  ياهذا اتعرف ان رئيس  مجلس الرئاسه الذي نص عليه الدستوركم في الدورة المنصرمه هو الوحيد الذي يحتفظ بصفته الدستوريه  ليدعوا الى انعقاد مجلس النواب المنتخب وهنا وبعد التئام المجلس ينتهي  الدور الدستوري له لينتخب البديل أو تجدد له الولاية من قبل المجلس الجديد ، وان  حاخامكم الهالكي هو الغير شرعي ولايحق له ممارسة موقعه وان يصار الى تشكيل حكومة تصريف اعمال او يصدر تكليف له بذلك ولكن اللعبة التي ارادها الغزاة المحتلين ومن تحالف معهم  ان يكون الدستور بالضبابية التي هو فيها  كي يستمر العراق بحالة عدم الاستقرار والضياع خدمة لاهداف ونوايا اطراف مسببه لذلك واقليمية تتطلع ان تكون هي القوة الوحيدة  في المنطقة  كما لابد من الاشارة الى شكل من اشكال النفاق السياسي  الذي يمارسه حزب الدعوة العميل واطرافه من يتناغم معه على ذات السلوك  حيث يرفض اليوم بعض العلمانيين والليبراليين والديمقراطيين الجلوس إلى جانب الإسلاميين للحوار، متهميهم بالتمسك بقيم تدعو إلى الإقصاء والتهميش والتفرد وتصفية الأخر جسديا" كما حصل للعديد من اعضاء القائمة العراقية ومناصريها وفكريا باسم الله  ومكافحة الارهاب والارهابيين ، الأمر الذي يجعل برنامجهم لا يختلف عن البرنامج الديكتاتوري الذي يسعى الديمقراطيون إلى إسقاطه ، مما يجعل التساؤل التالي شرعيا ((هل الهدف تنصيب ديكتاتورية إسلامية عوضا عن الديكتاتورية الفردية الشمولية ؟ )) وإذا كانت القوى العلمانية بمختلف توجهاتها تقبل بالأحزاب الإسلامية على طاولة الحوار والمشاركة السياسية فهل تقبل الأحزاب الإسلامية بالقوى العلمانية التنويرية بصورة عامة ، على أساس حرية الرأي والرأي الأخر وحقوق المواطنة ؟ وهنا استشهد بقول السيد ياسين الحاج صالح (( دون نظام الثقة التعاقدي لا يبقى غير حق الجميع بالتشكيك في الجميع ، دون إن يكون من حق احد احتكار منح صكوك الصدق والإخلاص للآخرين أو منعها عنهم ، ودون إن يكون من حق احد التفضل على البعض بالوطنية أو حجبها عن الآخرين  .))  ، فغياب تواثق مواطني الوطن الواحد يعني حجب الثقة عن الجميع على قدم المساواة .مما يعني أيضا انه ليس هناك احد في موقع منح الشرعيات والثقة لغيره .

 

وان مايحصل اليوم ليس اني بل هو نتيجة  الخلفية الفكرية لحزب الدعوة العميل  والهدف الاساس من نشوئه  ، يقول  الكاتب صباح البغدادي في تحليل له عن الخلفية الفكرية لحزب الدعوة وشخوصه  (( يعتبر حزب الدعوة الإســــلامي منذ تأســــيسه وتأثيره بفكر الأخوان المســـلمين وطريقة في أقامة الدولة الإسلامية , وهو تعبير مبهم أذا لم يكن هناك حقيقة الاعتراف بالغير حتى ولو اختلف البعض معهم حول السبل والطرق لإقامة هذه الدولة الإسلامية (( المزعومة )) دون إقصاء الأخر وتهميشه , وهذا ما شاهدناه جليا بعد سقوط بغداد بيد مغول العصر الجدد وممثلي البربرية المتوحشة وخيانة دماء الشهداء ( حزب الدعوة ) الذين سقطوا على أرض العراق في سبيل أدبيات الحزب في أقامة الدولة الإسلامية الحقيقية , حيث لا ظالم ولا مظلوم في جو مفعم بالمحبة , تكون فيه الفوارق الاجتماعية شبه معدومة ولا سيد ولا عبيد ولا غالب ولا مغلوب , فالكل أمام الله والقانون سواء لا فرق بين غني وفقير أسود أو أبيض , وتأتي فكرة حقيقة نشوء حزب الدعوة في منتصف القرن العشرين كحالة ورد فعل نتيجة هيمنة الأحزاب القومية العربية والشيوعية الماركسية والعلمانية على الحياة السياسية العراقية , ولكن لا بد من الإشارة إلى مسألة مهمة وهي أن فكرة أنشاء هذا الحزب ( الدعوة ) تأتي بأوامر وتوجيهات ومشاورات خارجية مخابراتي غربية وخصوصا أمريكا وبريطانيا وإيران للمحافظة على مصالحها الحيوية في المنطقة التي يكثر فيها عماد الاقتصاد العالمي وهو النفط لضرب حركات التحرر العربية والتي تحمل صفة القومية العربية في أدبياتها .))  كما انه يعطي له الاحقيه بالتعبير عن الاســــــــــــــلام حكرا وهذا  ينعكس على اسلوب العلاقة مع الاخرين حيث جاء في ادبياته حزب الدعوة ــ الاسم والشكل التنظيمي  مانصه ((  إن أسم الدعوة الإسلامية هو الاسم الطبيعي لعملنا والتعبير الشرعي عن واجبنا في دعوة الناس إلى الإســلام , ولا مانع أن نعبر عن أنفسـنا بالحزب أو الحركة والتنظيم , فنحن حزب الله , وأنصار الله , وأنصار الإسلام , ونحن الدعاة حركة في المجتمع والتنظيم في العمل , وفي كل الحالات نحن دعاة إلى الإسلام , وعملنا هو الدعوة إلى الإسلام )) ويدعي حزب الدعوة أنه إلى جانب التعاونه مع الجميع للوصول الى مجتمع موحد قائم على  ثوابت الأمة  مصرا على ترشيحه للهالكي ليكون رئيس وزراء العراق بالرغم من نتيجة الانتخابات والاحقية الدستوريه ، غير إن الوصول إلى السلطة يظهر إن هذه  الثوابت المزعومة  ستفصلها الأحزاب الإسلامية بالذات حسب حاجاتها المرحلية وحسب ما أظهرته الايام المنصرمه وتهالكها الى قيام كتله ترتكز على النزعة الطائفية . وتزداد خطورة وجدية الأمر كون مجتمعنا لم يدخل مرحلة العملية المؤسساتية المهنية بعد ان تم تدمير البنية  التحتية للدولة العراقية الحديثة بفعل القوانين والاجراءات التي شرعها الحاكم المدني المجرم بريمر دون احترام الفرد وقيم حقوق الإنسان ، ولازالت الامور في طور مجتمع العشيرة والقبيلة والمذهب والشيخ والملالي والطائفة كي يبقون في مكانتهم التي جاء بهم الغازي المحتل بهم اليها  ثمنا" لخيانتهم وعمالتهم ، وترويج أفكار الغلمان والجواري والنطع بالسيف  ووفق ما اشيع من ممارسات وافعال لاتتوافق مع المنهج والفكر الاسلامي     

 

 

ألله أكبر             ألله أكبر            ألله أكبر

وليخسأ الخاسئون

 

 

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الخميس  / ١٣ جمـادي الاخر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢٧أيـــار / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور